"مجموعة أهم الاحداث" : إمام مسجد
كنت استمع اليه وهو يلقي في خطبة عنوانها "البداوة والتمدن"، حتى ظننت أنه
يقتبس مباشرة مما أفكر فيه . لو كان لي لقاء مسبق مع هذا الامام أو كنت نشرت موضوعا في
هذا الخصوص لظننت ان هذا الامام اقتبس افكاري.
الامام المذكور ركز في خطبته
كيف ان الاسلام منتشر منذ أكثر من اربعة عشرة قرنا ومع ذلك لم يتخلى نهائيا الأعرابي من الصفات التي كانت تلازمه قبل الاسلام رغم عوامل هذه القرون الطويلة ...
واعطى ذلك الامام عدة امثلة شارحا كيف ان هذا الانسان رغم هذه
القرون من نعمة الاسلام مازال متمسكا
بسلوكيات "الأعربي الأول" و لم
يحسن بعد أدب الجلوس في المساجد وحرمة هذه الأماكن العبادة مثله مثل ذلك الأعربي
وهو في بداية دخوله للاسلام...
ذلك الأعرابي وهو في بداية اسلامه
كانت تعطى له ارشادات في كيفية اداء الصلاة ونظافة الجسم و المكان والاستقامة
في الصف والحفاظ على نظافة المكان وأنه (اي المسجد) ليس سوقا أو رصيف شارع ترفع
فيه الأصوات والامام يلقي في الخطب والمصلين جماعات هنا وهناك في اركان المساجد و صخب أصواتهم تسمع خارجها ،غارقين في النميمة أو في أمور دنيوية ، أجسادهم في
المساجد وافكارهم في الأسواق.
ولا يتنبهون الا عندما يصرخ فيهم
الامام طالبا منهم الهدوء أو الذهاب الى المقاهي المجاورة أو العودة الى أسواقهم
ربما يكون قد ضاع منهم قسطا من الأرباح ...
نفس الأفعال الذي كان يقوم "الأعرابي الأول " في بداية مشواره مع
الاسلام ، كما تم ذكره انفا...
الامام توقف عند هذا الحد
ولم يريد الخوض الأكثر في الموضوع ولم يشير ما يفعله ذلك "الأعربي" في
كل مكان تصل اليه يديه ، الذي يركب السيارات
الفاخرة و اخر ما توصلت اليه التكنولوجيا والذي حول منافعها الى نكبات و
نقمات .
أو كما تم ذكره في موضوع
سابق ، كيف يعقل لناس أكرمهم الله بنعمة الاسلام ، وعندما نقول الاسلام نقول نظافة
الظاهر و الباطن ، تعلق على ابواب المساجد وغير المساجد اعلانات تدعوهم الى حملات نظافة لرفع تلك القاذورات المكدسة في الشوارع و امام بيوتهم..
و أحس بضيق نفسي واشمئزاز كلما طالعت مثل هكذا إعلانات أو دعوات المنشورة أو من خلال أئمة
المساجد. حتى أصبحت كلما مررت على بيتا يقوم صاحبه بتنظيف وتبييض محيط منزله أعرف
يقينا أن هناك عرسا سيقام للتو ...بمعنى الأعياد والأعراس أصبحتا المناسبتين الوحيدتين للنظافة.
رغم لا يمكن تصور مسلم "غير نظيف" أو مسلم
"كذاب" . الشق الأول وسخ الظاهري والشق الثاني "وسخ باطني".
وللأسف ، كما تم
تناوله في مواضيع سابقة ، خاصتين أصبحتا تميزان "الأعرابي المسلم" الذي لم يصله بعد قطار الحضارة رغم قرون من انطلاقه
، بمعنى مصاب "بالبداوة المزمنة" ...
حمدان العربي الإدريسي
20.02.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق