Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

24 يونيو 2012

قمة الوقاحة


في بعض الأحيان يقف عقل  الإنسان عاجزا ويصيبه الشلل النصفي ويصبح معه غير قادر على معرفة طريقة الأصح و الأنجع  في كيفية التعامل مع رؤوس أصبتها الوقاحة لدرجة ربما تعجز السيوف الحادة على قطفها في ضربة واحدة وقد تحتاج إلى عدة محاولات جادة  من اجل فصل ذلك الرأس "المتزلف الوقح " عن جسد  صاحبه   ورميه في مزبلة النسيان ...
وكان في الماضي تلك الرؤوس محلية بمعنى قد تصادفها فقط  في العمل أو في الشارع أو في النقل العمومي أو الأسواق...لكن بفضل العولمة وبالخصوص شبكة الانترنت...
  أصبحت تلك الرؤوس حتى هي "معولمة" (من العولمة) تصدر للآخرين "بلا حدود"  وقاحتها "النتنة" وأمراضها المزمنة والمعدية مصادرها خلل في الأصالة ونقاوة في المنشأ...
رؤوس ،  يتمنى المرء عودة الحجاج وسيفه المسلول ليخلص البشرية منها ، "رؤوس طابت و لم تجد من يقطفها" . تقطع في ساحات عامة تسمى "ساحات  رؤوس متزلفة" تقابلها ساحات  "قطع الألسنة" وقطع الأصابع  ...
ألسنة التي تؤذي الناس بالكلام الوقح والتطاول عليهم وأصابع التي تستخدم أزرار  "الكمبيوتر"  في غير محلها مختفيين  تحت أسماء وهمية مجهولة كجهلهم  لأصولهم  ...
آخر تلك الرؤوس "المعولمة" و الذي يبدو أنه مهتم بدقيق في الحروف أكثر من تدقيق في الموضوع والاستفادة منه أو إثراءه بأفكار أخرى ...
 وتحولت تنبيهاته إلى تهديدات  بأني لو لن أصحح ما أشار إليه سيبدأ بحملة تشهير ضدي ، هل هناك وقاحة أعلى من ذلك . أوكأن القراء لا يلاحظنا ذلك  إلا هو...
يذكرني هذا "الرأس المتزلف" بشبيه له (على سبيل المثال لا الحصر)  في إحدى المنتديات الكبيرة كنت انشر فيها مواضيع من مختلف الأصناف علمية ، طبية ، تاريخية...الخ. واغلبها من لغات أخرى أقوم بجهد فردي كبير من اجل ترجمتها و إيجاد المصطلحات المناسبة لها  و خاصة العلمية و الطبية ، مساهمة مني في إثراء فكر القارئ العربي بكل ما هو جديد في تلك الميادين...
راسلني ذلك "الرأس متزلف" ليقول لي بحدة وتشنج أن  هذا منتدى إسلامي لا يجوز ذكر فيه إلا بما يتعلق بالعالم الإسلامي. أجابته ما هو العالم الإسلامي في نظرك  الحجاز وما جاوره ؟...
العالم الإسلامي هي كل بقعة يعيش فيها ولو مسلم واحد وهناك دول غير إسلامية عدد سكان المسلمين فيها أضعاف مضعفة ما هو موجود في دول إسلامية نفسها... 
بالمختصر المفيد ، أكرر نصيحتي سابقة بأن  إذا أرادت الأمة (دائما الأمة يعني بها العربية-الإسلامية)،الخروج من عنق النصف الزجاجة الفارغة الغارقة في هوائها  ونفض عن نفسها (الأمة) غبار سنين العجاف التي طال عليها  تراكمها  ...
 إجبار جهلتها من ذكر و أنثى وأنصاف متعلميها  على تعلم أدب الصمت و السكوت وعدم الخوض  فيما هو أكبر من الكمية المحدودة المخزنة  في عقولهم الغير ناضجة...
وإذا لزم الأمر إجراء لهم عمليات جراحية استعجاليه   لقطع ألسنتهم وترك لهم فقط أبصارهم و سمعهم. وترك الأمر للعلماء و المفكرين وأصحاب الحكمة علما ،عقلا  ونضوجا التعامل و التخاطب مع الناس ...
وإذا تفحصنا أسباب مصائب هذه الأمة نجد القسم الأكبر منها (المصائب) يتحمله الصنف الذي نتكلم عليه.    أرى كيف يتعاملون هؤلاء مع عامة  الناس ،  بل مع العلماء أنفسهم وكيف يسخرون منهم ويتطاولون عليهم بل ويكفرونهم وينعتونهم بأوصاف...
شاهدت  بنفسي ، وخاصة في شهر رمضان المبارك ، على عينة ( دائما على سبيل المثال لا الحصر) من قبح هؤلاء   وكيف ينعتون الإمام الذي يقوم بأداء صلاة التراويح  بأوصاف قبيحة قبح ألسنتهم ...
تارة "بالجاهل" وتارة أخرى "بالأخرس".لأن  ذلك الإمام ، إما سهوا أو إرهاقا، يرتكب في بعض الأوقات خطأ عند تلاوته الآيات القرآنية ، لتجد هؤلاء المنتقدين لا يحسنون ،ربما، تنظيف أنفسهم (ولا نقول كلام آخر احتراما للمقام )  في تطاولهم الوقح ...



بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.06.2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق