الخساسة والنذالة
ونكران الجميل والاستهزاء بمشاعر و كرامة الناس، ليست حكرا على فئة أو
أشخاص أفرادا أو مجتمعات أو أمم " هوية ،جنسا أو دينا...". وقد
تكون تلك الخساسة أو النذالة من يترفع عنها حتى الشيطان نفسه...
وهناك قصص من الواقع من تثبت ما قيل و منها أن أحد المغتربين عندما عاد
لموطنه الأصلي في إجازة أكرمه أحد الأشخاص أفضل ما يمكن أن يقدمه المضيف لضيفه
طيلة أيام بقاءه ...
وقبل مغادرته عائدا إلى موطن المهجر ترك له عنوانه ودعاه لزيارته ليرد
له ولو جزءا من ذلك الكرم الذي حظي به. وبالفعل في احد أيام قرر هو وعائلته زيارة
ذلك الشخص ليفاجأ انه غير موجود في العنوان الذي أعطاه إياه المغترب المذكور ، بل العنوان نفسه غير
موجود أصلا. فصاح الرجل من شدة الغضب "هذا الفعل لا يعمله حتى
اليهودي...".
سمعه أحد الأشخاص كان واقفا أمام متجره وهو يراقب في المشهد فناداه
مستفسرا عن سبب غضبه أعاد عليه الرجل القصة معيدا عبارته السابقة "هذا
الفعل لا يقوم به حتى يهودي"...
هون عليه الأمر ، قائلا له أنسى الموضوع يا رجل وأنت الآن في ضيافتي .
وبالفعل اصطحبه إلى منزله وأكرمه لعدة أيام أحسن من الكرم الذي قدمه
للرجل "صاحب العنوان المجهول" ...
في يوم الذي قرر فيه الرجل العودة إلى بلاده اشترى له و لعائلته فردا فردا
هدايا قيمة و اصطحبه إلى المطار و قبل صعوده الطائرة ،سال المضيف ضيفه قائلا
له "هل عرفت لماذا فعلت معك كل ذلك رغم إني لا أعرفك" ،
أجابه الرجل بالنفي...
قال له "لأثبت صحة مقولتك
بأن ذلك الفعل الذي قام به ضيفك والذي أعطاك عنوانا لا وجود له ، لا يقوم به حتى
اليهودي وأنا يهودي"...
بلقسام حمدان العربي
الإدريسي
01.01.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق