Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

25 يناير 2013

جاء يومك يا "المالكي"...


"مجموعة أهم الأحداث" : اصيبت بتخثر الدم في اوعيتي الدموية واحسست بشلل فكري يوم التاسع من الشهر الرابع من عام الثالث بعد الالفين بالعد الميلادي .  يوم نبش (بالضم الحرف الأول) في ذاكرتي وسيبقى  الى يوم البعث . يوم كنت اشاهد سقوط بغداد على يد "هولاكو الثاني" ومن ورائه "الزاحفين " من وراء غبار دباباته الاتية من الجنوب ، في محل جر منصوب .
 لكني فجأة احسست بأن الدم المتخثر المتجمد بدا بالتفتت ، تماما كما تفعل الحقن المضادة لأكسدة الدم ،  ويزداد ذلك التفتت  تفتتا كلما شاهدت المزيد من  تلك المشاهد العاجلة التي كانت تنقلها وسائل الاعلام والفضائيات العالمية من أرض ما بين النهرين لتلك الاليات و المركبات للاحتلال وهي منسوفة نسفا و النيران تتلذذ في التهامها  ولتلك الطائرات المشتعلة التي كانت تهوى أرضا ومن فيها ...
لكن احسست مرة أخرى بالتجمد الكلي لحركة الدم والشلل النصفي في ارادتي الفكرية بدأ أن تمكن الاحتلال والزاحفون من خلف دباباته و"عشاق المال"  ولو على حساب العرض والأوطان من حجم وتحييد نيران المقاومة وتحويلها الى حرب طائفية تحت مختلف المسميات والأوصاف .
بعد ذلك شهد العراق منعطفا خطيرا كان سيؤدي به الى التقسيم و التفتيت أرضا وشعبا وكان ورثة الاحتلال ووزراء بريمر ودستوره المشؤوم دورا كبيرا في هذا الاتجاء فسالت دماء الشعب العراقي الجريح ففاضت منه الأنهار واهتكت أعراضه في سجون هؤلاء الورثة ...
ونحرت في عهدهم العباد أيام الأعياد بدل الأنعام دلالة على حجم الحقد و الكراهية المدفون في أنفسيتهم . أعياد  كانت تنتظرها  الأمة الإسلامية ، من مشارقها إلى مغاربها ،أطفالها ،نسائها ورجالها ،لإحياء تلك واحدة من أهم شعائر السماوية ذات الدلالة الكبيرة ،ألا وهي أن في ذالك اليوم لا دماء الإنسان عليها أن تسيل ، واستبدلها الله بدماء أنعام سخرها لعباده  لتكون عبرة ودلالة إلى يوم يبعثون.
لكن هؤلاء "الورثة"  استكبروا  و تمردوا  على تلك الإرادة السماوية، وجعلوه  يوم "نحر"  للخصوم  و "فرجة" للمتفرجين وموعدا للانتقام   . كأن هؤلاء أرادوا اثبات   أنهم اقوى من  الله ، مثلهم مثل الذين زعموا  أنهم الأغنياء و الله فقير  ، لقد سجل (بضم السين) ما قالوه و ما فعلوه إلى يوم معلوم ...
وظهر  من أدعى أنه هو صاحب   ذالك "القرار " وصاحب فكرة  تنفيذ ذالك الحكم في صبيحة ذالك اليوم المبارك ، الحاكم بحقده الطائفي ، مفتخرا  معتزا  بفعله "الحقدي" مدعيا علنا  بأنه  رفض طلبا للمحتل بعدم تنفيذ الحكم الإعدام في مثل هكذا أيام ...
كأنه أراد أن يثبت ان الاحتلال ، الذي دمر البلاد وهتك أعراض المسلمات في العلن و الخفاء  ،أرحم منه  ويخاف الله أكثر منه ومن أصحاب العمائم والفتاوى الجاهزة ...".
رغم أن  الذين   أفتخروا بذلك  لم يكونوا  سوى "قفازا"  من البلاستيك نفذت بها اجندة المحتل ذات ابعاد مخططة لها بعناية وخبث .
ومن وقاحة هؤلاء الورثة انهم في كل مرة يخرجون من خلال وسائل الاعلام زاعمين انهم لم يأتوا على ظهور دبابات الاحتلال . ربما انهم على صواب لم يأتوا على ظهورها وانما من خلفها والفرق شاسع.
وزعموا ايضا انهم متحصنون  في مناصبهم من خلال تصويت شعبي "شفاف ونزيه" ، لذلك فهم مناى عن  رياح الربيع العربي الذي جرف و مازال يجرف في الذين وصلوا على ظهور دبابات وطنية ، فما بالك بالذين اوصلتهم دبابات المحتل . والكل يعرف نوعية الشفافية و النزاهة التي اوصلت هؤلاء الى "عرش بغداد" ...
لكن ما تشهده العراق الان ليست رياح ربيعية وانما بوادر عواصف رملية ستجرف ،  بدون ادنى شك ، تلك الأسس التي أريد لها أن تنغرس في المجتمع العراقي وتحويله الى طوائف متناحرة تتحاور بالدم و البارود.
وثبت  ان الشعب العراقي عندما يصيح في الأنبار صداه  يسمع في البصرة و الكوت ...  بمعنى شعب واحد لماضي واحد ومستقبل واحد رغم مكر الزاحفون ... وتأكد بالقين  أن يوم "المالكي" قد حل  ودماء القتلى واهات المسجونين وعذابتهم و صيحات المغتصبات لم تذهب سدى ...



حمدان العربي الإدريسي
25 .01.2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق