"مجموعة أهم الأحداث" : على حسب تقديري ، أصبح هناك "مسلمون بالانتساب". بمعنى يكفي للشخص أن يقول أنه مسلم ويؤدي كل الشعائر الدينية من صلاة و صوم وحج... ليحصل على "عضوية الانتساب" الكاملة الحقوق للدين الإسلامي الحنيف .
حتى و لو اتبع تلك الشعائر بمنكرات و موبقات تدنى لها الجبين و يتعفف منها حتى الشيطان نفسه . وكما قلت في إحدى مواضيعي السابقة أن هذا التقدير مأخوذ من سلوكيات في مجتمعات إسلامية مائة بالمائة ،. هذه السلوكيات المشينة أصبحت قاعدة وعكسها استثناء نادر.
و "المسلمون بالانتساب" يظنون أو يعتقدون أن ذالك ، بمعنى هذا الانتساب و أدائهم الشعائر الدينية ، يكفيهم ويعطيهم حصانة من المساءلة الإلهية وأبواب الجنة تكون مفتوحة على مصراعيها و هي كلها "شوقا و حنان" يوم دخولهم إليها معززين مكرمين .
أو كالتجار الذين تجدهم عاكفين في المساجد في عشرة الأيام الأخيرة من كل شهر رمضان الكريم في الصفوف الأولى وهم كلهم شوقا و حنينا لمعرفة وقت و حتى "مكان" ظهور ليلة القدر...
كأن تلك الليلة ، التي هي أحسن من ألف شهر، أيضا كلها شوقا و حنينا لإعطاء بركاتها لهؤلاء التجار الذين جعلوا من معيشة المسلم ، وخاصة في مثل هكذا شهر ، "ضنكه".
ومنهم ، أي هؤلاء التجار من لا يتردد في استثمار في ميدان الزراعي ، ومن أجل الربح السريع و الوفير ، يقوم بسقي تلك المحاصيل بالمياه القذرة والصرف الصحي و ما يترتب ذالك على صحة المستهلكين .
ويظن نفسه أنه غسل أي ذنوب تكون قد ترتبت عن ذالك باقتطاع جزء من الأموال المحصل عليها من تلك العملية "القذرة" بأدائه فريضة الحج بعد كل انتهاء من بيع تلك المحاصيل . وبذالك قد تحصن من أي عواقب ويكون من الأولين "أصحاب الجنة" وهو من خلفه الذي "غض البصر" عن أفعاله المشينة ...
تماما كالحصانة التي تعطى للبرلمانيين و السياسيين و تعفيهم من كل مساءلة قانونية عن مخالفات ترتكب من جانبهم. أكثر من ذالك تراهم "المسلمون بالانتساب" يستعملون ألفاظ قاسية و عدوانية مع أي شخص يتحدث أمامهم عن محاسن لشخص غير مسلم ، كما حدث لذالك الشخص صاحب الموضوع "بالنيابة" عن فعل نبيل قام به يهودي...
وبما أن الإنسان لا يعلم الغيب و ما في نفوس الناس ، لا يعرف إذا كان ذالك اليهودي قام بذالك الفعل بحسن نية وبغرائز نبيلة أو عن قصد آخر... كما ادعى البعض "أنه محاولة تزيين صورة فقط".
هؤلاء "المسلمون بالانتساب" يظنون أن ذالك ، أي تلك السلوكيات الحميدة ، هي للمسلمين فقط و يذكرونك بآيات قرآنية عن غير المسلمين و قول الله ، عز وجل ، فيهم . هؤلاء الأقوام استحقوا تلك الصفات بعد أن ابتعدوا ما أمر بهم الله وعصوا أوامره ونقضوا العهد و خانوا الأمانة ونشروا المنكرات وعاثوا في الأرض قبحا و فسادا وأكلوا أموال الناس بالباطل وشهادة الزور و "خيانة الأسواق والميزان "....
وإذا تفحصنا بعمق تلك الصفات نجدها قد ورثها بالتمام و الكمال "المسلمون بالانتساب" . بمعنى لو مازال القرآن الكريم ينزل على العباد لذكر هؤلاء "المسلمون بالانتساب" ربما بأكثر وأقسى ما ذكر به أقوام سبقتهم في ارتكاب مثل ذالك .
وعلى أي شخص يمكن التحقق ما قيل ، في الأسواق ، الشوارع ، المعاملات اليومية بين المسلم و مسلم مثله وبين الجار و جاره ، على قاعدة تلك المرأة التي أشبعت جارها ضربا مبرحا مسببة له اهات مستديمة عشية ذهابها إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج ...
حمدان العربي الإدريسي
12.01.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق