Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

9 يناير 2012

( قصص من الواقع) : "عليه البحث عنها في قاع المياه..."



"مجموعة أهم الأحداث : شخص من معارفي كنا نتجاذب أطراف الحديث ومن خلال ذالك ذكر لي قصة شخص سرقت منه شاحنته ، اشتراها بثمن باهظ وكانت محملة بسلع أيضا ثمنها باهظا . وبمجرد ركنها أمام باب بيته وفي "رمشة عين" لم يجد إلا المكان...
سالت المتحدث عن مهنة ذالك الشخص فأخبرني أنه تاجر . فقلت له عليه البحث عنها في قاع المياه وعليه الاستعانة بمصالح الحماية المدنية و التي لها أجهزة متطورة في الغوص و الغطس في أعماق تلك المياه للعثور على شاحنته . وبما أن هذه الأجهزة ليست موجودة إلا عند الدول المتطورة فإذن "عليه العوض و منه العوض" على صاحب تلك الشاحنة .
أما تلك السلع التي كانت موجودة على ظهر الشاحنة المسروقة فهي من نصيب أسماك القرش الموجودة في مثل تلك الأعماق ، والله لا ينسى مخلوق من مخلوقاته حتى و لو كانت في أعماق مياه البحار أو المحيطات. بهت و تعجب ذالك الشخص الذي كان يحدثني ، ظنا منه أني لم أفهم كلامه أو أني أستهزئ به ، فقال لي "أنا قلت يا رجل الشاحنة سرقت و لم أقل غرقت"...
فأجابته بأني فهمت جيدا كلامه ، الشاحنة غرقت في مياه ما يحصل في التجارة من غش كما و كيفا وأكل أموال الناس بالباطل والاحتكار والتجويع المنهجي للناس والمساهمة في إفقارهم... والكثير منهم ، ان لن نقل أغلبيتهم (التجار) ، لا يحترمون قدسية المواسم الدينية والتي من المفروض بهجة و سرور على قلوب الناس فتصبح عد وحساب وضرب الأرقام في بعضها البعض وخاصة أصحاب الدخل المحدود أو حتى اكثر من المحدود...
وصاحب الشاحنة المسروقة حدث له نفس قصة بائع الحليب المغشوش والذي أراد الحج بأموال مصدرها تلك التجارة المغشوشة فضاعت منه تلك الدراهم في مياه البحر بمجرد ركوبه الباخرة "فضاعت دراهم الماء في الماء"...
قد يقول قائل ليس كل التجار كذالك ، وهناك الشرفاء الذين يخافون الله و يحسبون حساب يوم "نصب الميزان". نعم ، هو كذالك ، لكن هذه الفئة أصبحت قليلة جدا وهي في مرحلة "الانقراض" . وهؤلاء التجار النزهاء لهما خيارين لا ثالث لهما أما "الدخول في الصف" والغوص مع التيار أو البحث عن مهنة أخرى غير التجارة.
الكثير من هؤلاء التجار الذين يقتنعون بهامش الربح الشرعي و القانوني يتلقون التحذيرات و حتى التهديدات من التجار الآخرين ، وأصبحوا الأكثرية ونفوذهم أقوى ، بعدم خفض الأسعار تحت أسعارهم بحجة عدم "كسر السوق"...


حمدان العربي الإدريسي
09.01.2012
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق