Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

4 سبتمبر 2018

" الشيب و العيب" ...


في المفهوم الإنساني و  المجتمعي ، "الشيب" لا يجتمع ب "العيب" . و إذا حدث ذلك يُعني أن هناك خللا في تركيبة الشخص ( من ذكر و أنثى) ، الذي يجمع هذان الخاصيتين ، أي "الشيب" و "العيب"...
 وبما أن الشيب ، الذي يغزو رأس الإنسان ، ذكرا أو أنثويا  ، في مرحلة من مراحل عمره ليحوله عموما من اللون الأسود إلى الأبيض...
قلت في العموم ، لأن هناك حالات استثنائية يغزو فيها الشيب رأس الإنسان مبكرا  وهو مازال في أولى مشواره الحياتي ، بسبب جيني أو وراثي ،   وهذا خارج حديث الموضوع...
 والشيب بمفهومه العام ، علامة جد متقدمة أن المرء  خطى خطوات جد هامة  و قطع من خلالها مسافة جد مهمة في الطريق الرابط بين  رحم أمه و لحد قبره. و بالشيب يكون المرء تلقى أولى الإنذارات أن عليه التهيؤ للسفر الأبدي...
تماما ، كالمسافر وهو موجود في محطة القطار ينذره مسؤول المحطة من خلال مكبر الصوت ، أن عليه الاستعداد لأن القطار الذي ينتظره   هو بصدد دخول المحطة لينقله إلى وجهته .  وهو نفس السيناريو الذي يلعبه الشيب ، فقط الاختلاف يكون في الوجهة ...
لذلك في المجتمعات تسمع كثيرا هذا الوصف ، الشيب و العيب ، يطلق على أشخاص سن أعمارهم غير متطابق مع لون شعرهم . ترى الفرد شعره أبيض بالتمام و أفعاله سوداء بالكمال...
على سبيل المثال ، قد يُتقبل نسبيا مشاهدة شابا في السن المراهقة يُعاكس أو يتحرش بفتاة سنها يُساوي سنه. لكن لا يمكن قبول مشاهدة "شايب" (رأسه كامل البياض) ...
 وصفير قطاره الذي يحمله في رحلة بلا رجوع ، يُسمع عن قرب ، وهو  ينظر نظرة ذئب مفترس إلى فتاة سنها أقل من سن حفيدته. هذا هو  النوع من الأشخاص ينطبق عليهم الوصف المذكور...
قلت ، هذا على سبيل المثال لا الحصر ، فقط لتبسيط الفكرة. لكن إذا أرادنا التعمق في الموضوع يعتبر هذا المثال بسيط جدا ورقم مهمل في عدد الأمثلة الأكثر تطابقا مع الوصف...
قد ترى الشيب مجتمع مع العيب عند الكثير من عباد الله . تجد جار (من الجنسين) ، تخلى عنه نهائيا الشعر الأسود ومع ذلك يؤذي جيرانه ويعلم عنهم وعن خصوصيتهم كل شاردة حتى همساتهم بسبب عيوبه التي فاقت لون  شعرات رأسه ...
 و الآخر ، الذي غزا الشيب رأسه والضر جسده وأصبح لا يتحرك إلا بأربعة أرجل (رجلين وعكازين)،  ومع ذلك لم ينجو جيرانه من عيوبه ...
 من كثرة رفع الدعاوي القضائية الذي يرفعها ضدهم بسبب أمور تافهة لا تستحق كل ذلك ، مسببا لهم أضرار مادية و معنوية مستديمة..
مع كل ذلك ، قد لا يكفي موضوعا واحدا ويحتاج إلى مسلسل بحلقات الغير منتهية ، على غرار المسلسلات المكسيكية  سابقا أو التركية حاليا ، للوصول للمعنى الحقيقي  التي تقصده العبارة التي تُعنونُ الموضوع...
بالمختصر المفيد ، عبارة  الشيب  و العيب ، لا تنطبق فقط على سلوكيات التي تم ذكرها سلفا في الموضوع . لكنه (الوصف) قابل لتعميمه  عموديا و أفقيا و ليس بالضرورة مرتبط  بالسن ولون الشعر...
لأن عندما يصادفك شخصا في قمة المسؤولية السياسية أو اجتماعية أو دينية، الخ... ، يتحدث بأسلوب لا يتناسب،  ليس مع عدد سنين عمره فحسب ...
  لكن لا يتناسب مع عدد درجات السلم الذي  صعد عليه  للوصول للمكان  الموجود عليه   . هنا لا تجد فرق بينه و بين الشخص الذي تكلمنا عنه . والذي رأسه يكون غارق في اللون الأبيض  وأفكاره وأعماله غارقة في السواد ، لون  المياه القذرة التي تجرها الوديان الملوثة...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.09.2018     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق