Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

6 سبتمبر 2018

حرية الجسد أم حرية تدمير أسس المجتمعات ؟...


حرية الفرد ، تفكيرا أو جسدا  مرتبطة ارتباطا وثيقا بقواعد أخلاقية و معنوية معروفة و مدونة في دساتير الأمم و الشعوب ...
 أغلبية هذه القواعد مستوحاة و مستنسخة من كتب سماوية ، بالنسبة للأمم و الشعوب المؤمنة التي تؤمن بوجود الله وبكتبه و برسله ...
وبأن الإنسان لم يخلق عبثا وإنما خُلق للأعمار الأرض ونشر فيها الحق و العدل والأخلاق التي هي  الرابط الأساسي الذي يميزه عن باقي المخلوقات الغير عاقلة التي تشاركه الوجود على الأرض ولها حرية التصرف في جسدها وتفعل به ما تشاء بدون أي ضوابط...     
عكس الكائن البشري ، الذي هو مجبر على الالتزام  بتلك الضوابط التي تفرقه عن الحيوان وبموجبها يصبح الفرد ليس حرا في أن يفعل ما يشاء بفكره أو بجسده رغم أنهما ملكه ، لأن حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ الحرية العامة...
 مثلا ، المرء ( ذكرا أو أنثى) ،   يستطيع أن ينام في بيته وجسده عاريا أو بأي لباس يريده ، لكنه لا يستطيع فعل ذلك خارج بيته ، بمعنى  الخروج للشارع وهو عاريا . وان فعل ذلك يعتبر تعديا على الحقوق العامة للمجتمع...
  المعروف للجميع أن المجتمعات العربية بصفة عامة مستهدفة في أسس وجودها من خلال هذه النقطة بالذات ، أي من خلال "حرية الجسد"  . لأن الجسد صفة مشتركة بين الإنسان و الحيوان و الفرق بينهما يكمن في العقل و الفكر...
وإذا نزعنا عن الإنسان هذه الخاصية ، أي العقل ، نكون نزعنا عنه الفكر وبذلك ينضم هذا الفرد  إلى عالم "البهائمي"  ( البهائم) ، التي تفكر فقط بغرائزها ( البطن و ما تحت البطن)...
قلت ، المجتمعات مستهدفة . لكن المتغير في الأمر أن هذا الاستهداف أصبح علني وبصوت جوهري، بعد أن كان في السابق سرا و بالخفاء وبطرق ملتوية...
تأكدت من ذلك و أنا أشاهد شريط فيديو لشخص في بلد عربي إسلامي عريق يدعو بصراحة مطلقة إلى تمكين الفرد من الحرية في التصرف كيفما يشاء في جسده وأعتبر ذلك "حرية الجسد"...
وشرح بالتفصيل معنى ذلك ،أن الجسد ملكية خاصة للفرد (ذكر و أنثى) ،  يفعل به ما يشاء. و الدولة ليس لها دخلا في ذلك وعليها ، أي دولة ، استبدال تلك القوانين التي تحد من هذه الحرية ، أي "حرية الجسد"...
وتبقى الحرية متاحة لشخص أن يفعل بجسده ما يشاء . وأعطى أمثلة على ذلك ، قائلا  إذا  أراد الفرد  العيش مع شخص آخر من نفس الجنس ، رجل مع رجل أو  امرأة مع امرأة (يعني المثلية الجنسية)، فله كامل الحرية في ذلك  ...
مضيفا ، الشخص ليس ملزما لإظهار الوثائق الثبوتية عندما يكون يريد النزول في فندق من الفنادق  مصطحبا امرأة . بمعنى ، التحريض وتقنين على نشر و التعميم الرذيلة في المجتمع...
أرى في هذا الكلام تعديا صارخا مع سبق الإصرار و الترصد على قيم وأسس المجتمعات  و السكوت عنه من طرف الدولة التي ينتمي إليها مثل هكذا أشخاص تواطؤ في الجريمة . جريمة قتل و اغتيال موصوفة ضد وجود و استمرارية مجتمع  ...
 وبالتالي ليس هناك فرق بين جرائم الإبادة الجماعية بالأسلحة المحرمة دوليا وجرائم محاولة إغراق  المجتمعات  بالمواد المخدرة و مثل هذه التصريحات ...
  كلها لها هدف واحد إفساد أسس الحياة ، واحدة ماديا و الأخرى معنويا. مع الإقرار  القتل المادي أهون من القتل المعنوي ، المتمثل في نشر الفساد و الرذيلة...






بلقسام حمدان العربي الإدريسي
06.09.2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق