بعد صلاة الجمعة
التقيت صديق يؤدي الصلاة في نفس المسجد ومسكنه لا يبتعد كثيرا عن مسكني لذلك هو
يعتبر صديق و في نفس الوقت جار...
في كل لقاء بيننا
تكون هناك دردشة عامة بيننا . لكن هذه
المرة بادرني بكلام مباشر بدون مقدمات ، أنه في الليلة السابقة قضاها كلها في
الدعاء ...
قبل أن يكمل ، قاطعته قائلا له : "شيء جميل
، الإنسان يخصص ليلة الجمعة للدعاء ، عسى أن يكون دعاء مُستجاب من الله ،عز وجل ،
وربما يُحسن أحواله..."...
لكنه قاطعني قبل إتمام
ما أرادت قوله ،قائلا أن دعائه كان على
هؤلاء "أصحاب العرس" ، الذين قضوا الليلة كاملة في هرج ومرج وحولوا سماء المنطقة إلى
منطقة حرب بسبب تلك المفرقعات الشديدة الانفجار ...
حتى يحسب المرء أنه قصف جوي عنيف من طائرات شبح أخطأت مسارها وقصفت
المنطقة بشكل عنيف وعلى المرء البحث عن ملاجئ للاحتماء بها...
في الحقيقة ،
تأملت كثيرا في كلام الصديق بتلك المرارة وهو شعور عام ما وصل إليه مستوى الفرد في
الوطن العربي بصفة عامة ...
فرد غارق في
مستنقع كل ما هو سلبي و رديء لفظته أمواج مبادئ
العامة للمدنية . كيف يعقل أخلاقيا و قانونيا أن يقوم فرد باستنفار منطقة كاملة و ليلة
بالكامل وجعلها تحت تصرف نزواته المقتبسة
من قاموس أفكاره الرديئة و المنحطة ، التي عفا عليها الزمن وغسلتها مياه التحضر و المدنية ...
قلت أخلاقيا و
قانونيا ، كنت ذكرت في موضوع سابق قصة الديك في بلد أوروبي ، الذي نجا من حبل المشتقة
في آخر لحظة . ذنب هذا الديك أنه سبب إزعاج للسكان المنطقة بسبب صياحه الغير
منضبط...
بالقياس ، هل يمكن
مقارنة صياح ديك بمفرقعات عالية الانفجار مصحوبة بهرج ومرج من كتلة بشرية تحسبها جاءت للتو من القرن ما قبل الحجري . وعندما
يفتقد الأخلاق ويغيب القانون لا يبقى سوى
الدعاء ما بعد منتصف الليل...
بلقسام حمدان
العربي الإدريسي
31.08.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق