Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

30 أغسطس 2018

لهذه الأسباب ، لا أتعاطف مع إيران...



إيران ، من الناحية النظرية هي جزء من العالم الإسلامي بصورته العامة ، إذا تركنا جانبا الجانب الطائفي المقيت والبغيض الذي يقسم و لا يوحد ...
 هذا البلد أو الجزء من أمة الإسلام ، يتعرض إلى أقسى أنواع الابتزاز من الامبريالية  العالمية  أو قوة الاستكبار العالمي ، إذا أخذنا بعين الاعتبار المصطلحات القديمة التي كانت تُخدر بها الشعوب من طرف أنظمتها .ليتبين في الأخير أنها مجرد شعارات جوفاء تطلق لتلهى بها الشعوب... 
قلت ، إيران بلد إسلامي موجود في عين الإعصار لا لشيء سوى أنه أراد  ترتيب أموره ويدخل إلى نادي الأقوياء لكي لا يكون فريسة سهلة المنال بين المخالب أو لقمة سهلة  المذاق في الأفواه...
وكان من المنطقي أن تحصل (إيران) ، على تعاطف كل فرد مسلم ، بغض النظر عن الطائفة ، من مشارق الأرض إلى مغاربها . وللأسف هذا الإجماع في التعاطف غير موجود...
أكثر من ذلك ، هناك من أهل الإسلام ليس فقط التعاطف غير موجود وإنما التمني من الأعماق  أن تلحق بهذا البلد كل المصائب المعروفة أو التي مازالت غير معروفة لتُمحى من الوجود ...
وعلى قاعدة إذا عُرف السبب زال العجب ، يُمكن تفهم هذا الإحساس الجد متطرف لبعض الجهات التي تحمل كل هذه الضغينة والحقد اتجاه هذا البلد...
وإذا بحثنا في هذه الأسباب نجد أن هذا النظام بثوب ديني الذي أطاح بنظام إمبراطوري مستبد الذي كان يُعرف بالشرطي أو وكيل المصالح "الامبريالية" في المنطقة ...
 أزاحت الأحداث المتتالية في المنطقة عن وجه الحقيقي ليتبين أنه "نظام قومي"  يستعمل الدين لأغراض الدينية توسعية ، هدفه إحياء "إمبراطورية فارس" ،ليكون ليس شرطيا فحسب بل هو كوكب المنطقة والآخرين نجوما تدور بأمره...
نعم ، تذكرت عندما انتصرت "الثورة الخمينية " ، أو "الثورة الإسلامية الإيرانية" .التي أطاحت بنظام وراثي مستبد وحولته إلى نظام شعبي ،  الحكم فيه يكون عن طريقة الانتخابات عامة...
قلت ، بعد سماع هذا الخبر العظيم الذي هز العالم ورأت  فيه الشعوب  انتصارا  للحق  والعدل على الظلم و  الباطل ، عمت الفرحة الجميع وأتذكر أن كل محيطي الذي كنت أعيش فيه أو أصدقاء العمل احتفلوا بعد سماع الخبر ...
 رغم أن كل هؤلاء وبما فيهم أنا شخصيا  ، من أهل السنة. وهذا دليل انعدام الطائفية لدى الفرد المسلم.حتى إني كنت أجهل ، رغم كنت واسع الاطلاع ، ما هو الفرق بالضبط بين السنة و الشيعة . لأني ببساطة لم أكون أبحث أو أطالع نقط الاختلاف هذه... 
أكثر من ذلك ، الجميع تعاطفوا مع إيران عند نشوب الحرب بينها و بين العراق و حُمل صدام حسين المسؤولية الكاملة و نُعت بأقسى و أقبح العبارات وبأنه عميل للولايات المتحدة التي تُريد من خلاله القضاء على الثورة في مهدها...
لكن مع مرور الزمن  تبين أن ذلك ليس صحيحا وأنا على يقين أن كل الأشخاص الذين فرحوا في البداية استبدلوا تلك الفرحة بضغينة مغروسة في أعماق نفسيتهم ...
 بالخصوص بعد انهيار الدولة العراقية وكيف استغل هذا النظام "الثوري" ، مأساة الشعب العراقي الجريح وقسمه طائفيا وأصبح ذلك الجنرال "مرسول الحرب و الخراب " ، يجول و يصول على أرض عاصمة الخلافة  كأنه الحاكم العسكري لما وراء الحدود...
ولهذا الأسباب زال من وجداني كل ذرة من العطف اتجاه هذا النظام  وأصبحت أتفهم موضوعيا أسباب التي دفعت صدام حسين  إلى التسرع للاصطدام معه ...
 رغم الإقرار بأن قناعتي مازالت على حالها بأن ذلك كان خطأ استراتيجي قاتل أرتكبه صدام حسين وأنه وقع  في فخ مُحكم وكان ذلك السبب المباشر ما يعيشه  العراق اليوم...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.08.2018
                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق