الصحافة هي وسيلة من وسائل الإعلام المتعدد الذي ينقل بلا حدود للآخرين أخبار و أحداث عامة و خاصة. وبذلك يكون هذا الإعلام عبارة عن صندوق ائتمان على تلك الأخبار و المعلومات التي تُنقل من طرفه...
ومن أخلاقياته المعروفة ، ( الإعلام ) ، نقل الأخبار بعد التدقيق كما هي مجردة من كل تحريف أو تشويه ، التي قد تمس الحياة الخاصة أو بشرف الآخرين من شأنها إلحاق آذى معنوي أو مادي بهم أو بعائلاتهم أو أقاربهم...
و الوسائل الإعلام التي تنقل أخبارا بدون تدقيق ، من أجل سبق إعلامي. أو عمدا لتجعله مادة إثارة لتجلب لها من خلال تلك الأخبار أكبر عدد من القراء...
بذلك هي تتغذى على حساب مصائب الناس وآهاتهم النفسية و المعنوية و تجعل منها مادة لإثارة الإعلامية وتدوس بذلك ليس فقط على مشاعر تلك العائلات المصابة معنويا وماديا، وإنما على مدونة شرف و أخلاقيات المهنة ...
كما هو معروف ، من شروط مهنة الصحافة عدم نقل أخبار من شانها المساس بمشاعر الناس و حقوقهم المعنوية و المادية وخلق لهم صورة مشوهة أمام الرأي العام ...
أو بالسير الحسن للعدالة و لخلق بلبلة عامة وسط المجتمع أو الرأي العام بنية ، عن قصد أو غير قصد، خلق فوضى كنشر أخبار كاذبة ، كما هو حاصل الآن فيما يخص "مرض الكوليرا" ...
وتلك الأخبار متداولة هنا و هناك وما نتج عنه عن عدم الاستقرار النفسي لدى الفرد و أصبح كل من الم به وجعا ، مهما كان نوعه ، يقصد مسرعا المستشفيات خوفا من انه مصاب بهذا الداء وما ينتج من عدم استقرار اجتماعي...
و الإعلام الكاذب أو المشوه عبر التاريخ كان له دورا اشد فتكا من كل الوسائل القتالية الأخرى . وهناك جيوش انتصرت في معارك كبرى ، ليس بقوتها العسكرية وإنما بقوتها "الإعلامية المزيفة"...
وهذا الموضوع كتبته بخصوص ذلك الخبر الذي نقلته مؤخرا إحدى وسائل الإعلام عن حادثة مأسوية وقعت في منطقة من مناطق الوطن...
الحادث ، عن جريمة قتل ارتكبها شخص كان يُعاني من مرض الصرع وفي اليوم الحادث وبدون سابق إنذار ومن خلال ثورة غضب ألمت به ، هاجم الشخص المذكور شقيقته الأكبر منه سنا طعنا بواسطة سكين لفظت أنفاسها في الحين...
تلك الوسيلة المُشار إليها نقلت الخبر بالصيغة التالية: " كهل يذبح شقيقته الكبرى من الوريد إلى الوريد..." ...
وهنا يتضح جليا نية "الإثارة" ، لدى الصحيفة الناقلة للخبر ، متناسية أن ذلك يتعارض مع مدونة أخلاقيات المهنة واحترام مشاعر أهل الضحية وأهاليهم وأقاربهم ويقع تحت طائلة التعدي و التشهير بالحقوق الخاصة للآخرين...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
28.08.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق