شدني مؤخرا كثيرا رد إحدى الراقصات من دولة عربية على أحد الأشخاص قصفها
بكلام عنيف و تنبأ لها أن تكون من بين الذين يدخلون جهنم . بمعنى ، ستتم رقصها
هناك...
رد الراقصة المذكورة أيضا كان حادا ، لكن الذي أعجبني في الرد هذه الراقصة أنه كان خاليا من التجاوزات اللفظية التي غالبا
تحصل في هكذا مواقف. ملخص الرد الراقصة كان: "
أنا التي سأدخل لجهنم ، أنت
مالك..."؟...
إذا حللنا منطقيا
هجوم الشخص ورد الراقصة ، نجد أسلوب الرد كان أهذب من طريقة التي استعملها المهاجم
والتنبؤ بشيء ليس به علم و لا بيديه
مفاتيح الجنة و لا أقفال جهنم...
وإذا كان أشخاص في
مرتبة الأنبياء و الرسل و أولياء الله الصالحين لا يملكون هكذا مفاتيح لأنفسهم و يتملكهم
الفزع العظيم من يوم حساب عسير، كيف لشخص آخر يتنبأ بهكذا
أمور...
صحيح ، حدود الله
معروفة من يُريد معرفتها ، لكن لا أحد له صلاحيات الجزم بأنه أنقى و أنظف من الآخرين تُخوله معاملة الآخرين
بهذه القسوة السلوكية ...
قد يكون معادن
أمثال تلك الراقصة أنقى بكثير من معدن
الكثيرين الذين يوهمون الآخرين بأشكالهم المتميزة عن الآخرين...
كتلك المرأة التي ترفض رؤية
شخص ، في الحقيقة هو شقيقها من الرضاعة ، بحجة أنه لا يجوز شرعا لتجدها فيما بعد ترقص في الشارع في حفل زفاف...
ما أرادت قوله أن
الدعوة إلى الطريق المستقيم ليست متاحة للجميع ، لها أهلها و لها خصوصيتها وليس من
هب ودب يقوم بذلك ...
ومن أراد أن يهدي الآخرين عليه كسب مودتهم ويبني
معهم جسور المحبة و الاحترام لا نفور بطرق
استعلائية. والدور الداعي يقتصر فقط على
التنبيه وليس تقرير المصير ،الذي يبقى من صلاحيات المطلقة لملك يوم الدين ...
وإذا كان الرقص
سيدخل جهنم فكل البشرية ، إلا من رحم ربي، سيكون لهم موعدا هناك. لأن الرقص أنواع
، هناك من يرقص بجسده و هناك من يرقص
بلسانه وهناك من يرقص بأفعاله ، في النهاية كله رقص...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
25.07.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق