ما علمت أن هناك
رقصة تُسمى "كيكي" بدأت في الانتشار حتى أضيف إلى حواسي عامل قلق آخر.
لأن هذه الرقصة بدأت تجد بسرعة طريقها في الشوارع المدن العربية ...
وبما أن المواطن العربي ، بذكره وأنثاه ، له
خاصية القبول السريع كل ما هو جديد و بالخصوص إذا كان آتيا على أمواج ما وراء
البحار فلا داعي القلق على انتشارها
، ستكون أسرع من النار في الهشيم...
ورقصة "كيكي" ، هي نزول الشخص من
سيارته التي تبقى تتحرك ببطء ، ليرقص على هذا المقطع. وإذا كانت أصل الرقصة هي لأغنية
كندية ، لكن سرعان ما "تعربت" وأصبحت
عربية أكثر منها كندية و تلقفاها المواطن وأضافها إلى مساوئ عادته المكتسبة هي
أيضا بنفس طريقة "رقصة كيكي"...
وكنت ذكرت في مواضيع سابقة ، كيف المجتمعات العربية ، بصفة عامة ، فقدت بشبه كلي جهازها المناعي
وأصبحت لها قابلية الاستيراد كل شيء حتى بما يتعلق بذوقها العام...
وإذا قلنا أن مصيبة
أخرى في طريقها إلينا ليس تخمينا وإنما واقع حال بدأت ملامحه في الارتسام على أرض الواقع ...
وما تلك الأخبار المنتشرة على سرعة انتشار هذه "الرقصة"
في شوارع عربية إلا دليلا أن يصبح لها شأنا عظيما يتجاوز استعمال الهاتف النقال أثناء سياقة
المركبات...
وما ذلك الفيديو المنتشر لفتاة دُهست على طريق سريع وهي تؤدى في هذه الرقصة إلا نذير شؤم على ما هو آتي . وشوارعنا عليها الاستعداد لهذه
الموجة "الرقصية" (الرقص) الواعدة...
دائما كنت أتساءل عن نوع المصيبة القادمة ، في
زمن لا صوت يعلو فوق صوت المصائب ، لكني لم أكون أتخيل أو أتصور أن شوارعنا ستصبح
قاعات رقص عامة لا نحتاج فيه إلى قاعات ومنابر مسرح لأداء رقصتنا المفضلة ، المعروفة اختصارا
"كيكي" ، المستوردة ما وراء البحار من نفس المسلك التي
تأتينا منه ما تحتاجه بطوننا وأجسادنا...
بالمختصر المفيد ، علينا توجيه الشكر لهؤلاء
الناس الطيبين ، لم يتركونا نحتاج لشيء إلا وفروه لنا من مآكل وصولا إلى "المرقص السائر " ، اللهم أجعله في ميزان حسناتهم...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
23.07.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق