آخر أسلوب
الردع المبتدع من طرف المقاومة في قطاع
غزة لإحداث نوع من توازن مع الآلة الجهنمية للكيان الصهيوني ، المتمثل في أوراق
طائرة مشتعلة أدخلت الرعب في عمقه المصطنع ...
في الحقيقة ، هذه
الأوراق الطائرة لم تعري فقط هشاشة هذا الكيان وأظهرته بأنه "غول من تبن "
،و إنما بالتوازي عرت درجة هشاشة الكيان العربي
المُنهزم من كيان هزمته أوراق طائرة ، كاشفة
للملأ عن نوع عورته "الأمامية " و "الخلفية" ...
هذه الأوراق
الطائرة أعطت بمقياس حقيقي أن هذا الكيان الذي هزم جيوش عربية جرارة تمتلك ترسانات
ضخمة جوية وبرية وبحرية ليست مصنوعة من الورق و إنما من الحديد و الفولاذ ...
ابتلعت "ميزانيات فلكية "، اقتطعت من
مخططات تنموية للشعوب ، لتُهزم من طرف كيان هزمته "ترسانة
ورقية". دليل إن السبب لا يكمن في قوة العدو وإنما في ضعف أو تخاذل الطرف المقابل...
في الحقيقة ، كنت
قرأت منذ عقود كتابا أتذكر جيدا عنوانه " ماذا جرى في الشرق الأوسط ؟" ،
لا أتذكر اسم مؤلفه...
صاحب هذا الكتاب شرح بشكل تحليلي منهجي ساردا للأحداث التي حصلت في
المنطقة بعد خروجها عن التاج العثماني
المتحلل في خضم الأحداث الكبرى التي عصفت بالمنطقة وكيف تم تقسيمها كأنها كعكة على
مائدة الفطور...
وأهم قطعة من
هذه الكعكعة ، فلسطين التي تم إهداءها لحركة بني صهيون لإنشاء عليها وطنهم
القومي على حساب التاريخ و الجغرافيا ...
المؤسف،
من شارك في هذا التسليم شخصيات طلائعية ، التي أخذت في يديها مشاعل الأمة
بعد الفراغ الحاصل عن تفكك الجهة التي كانت وصية عليها...
من خلال هذا
الكتاب أو ما تبقى عالقا في ذاكرتي ، فهمت
كيف و لماذا ضاعت فلسطين بهكذا سهولة.وسأحاول معاودة البحث عن هذا الكتاب لقرأته
وفهمه من جديد...
بالمختصر المفيد ،
تعتبر أوراق الكتاب المذكور أضواء كاشفة لأهم مراحل التي مرت بها المنطقة، نفس دور الأوراق الطائرة الحارقة ، كلها تُعري وتكشف
الحقيقة...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.07.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق