في الحقيقة هذا
العنوان المدون أعلاه ، كان يُطاردني منذ مدة طويلة . وبتجاربي الطويلة مع
العناوين، لا أستطيع التخلص من هكذا مطاردة إلا بعد كتابة موضوع وإعطاء رأيا بخصوصه...
وفي الكثير من
الأحيان أجد صعوبة في تجميع أفكارا تكون مبعثرة بخصوص موضوعا يفرضه عنوانه . بالخصوص إذا كان جدليا بين
القانون و الواقع ...
الحكم السارق
معروف شرعا و قانونا و محصورا بين قطع الأيادي والسجون. لكن ما هو حكم سارق
سارقه؟. هل يكونا متساويان أمام الأحكام الشرعية والقوانين الوضعية ، أم هناك
تفضيل طرف على طرف آخر...
لتوضيح أكثر ما
أرادت قوله ، سارق معززا بقوته الذاتية أو الاعتبارية ، يستولي غصبا و احتكارا على حقوق طرف غير متكافئ معه في القوة والنفوذ و
لا يستطيع منعه من دس يده غصبا في جيبه...
في هذه الحالة من هو السارق الطرف الأول أو
الطرف الثاني ، في حالة تمكن هذا الأخير
من استرجاع جزء من حقوقه بنفس الأسلوب ، أي "السرقة"، ودس يده خفية في
جيب الخلفي لسارقه...
على سبيل المثال ،
قوات الاحتلال في كل زمان ومكان ، تستولي
على حقوق الشعوب بواسطة قوانين تسنها هي بنفسها تنهب بواسطتها حقوقها المادية و المعنوية...
واستيلاء على
خيراتها بتلك القوانين من بينها فرض وزيادة الضرائب عليها ، هل
عندما يُخالف فرد أو أفراد تلك "قوانين النهب"، تعتبر سرقة أم محاولة "استرجاع سرقة"...
جدي لأمي ، رحمه
الله ، عندما تم ضبطه ، كما روته لي أمي ، رحمها الله ، أيام الاحتلال الأجنبي وهو يقوم بجمع بعض الحطب من
الغابة...
في أيام ثلجية قاسية ولم تكون هناك وسيلة أخرى
لتجاوز عدم التجمد أو لطهي الطعام ، إن وُجد، إلا تجميع تلك
"الحطبيات" (الحطب) الغابية.ومع
ذلك تمت معاقبته ومصادرة ما تم جمعه ...
هل كان جدي سارق ،
أم السارق هو الاحتلال الذي سن قوانين لاستغلال و احتكار تلك الثروة الغابية
لتصديرها إلى ما وراء البحار ونهب مداخليها...
بالمختصر المفيد ،
إذا أخذنا هذا المثال الأخير ليس على سبيل الحصر وإنما على سبيل الاستدلال ، بأن
كل شيء نسبي حتى في مفهوم السرقة . قد تجد شخصا نهب المليارات بدون وجه حق
تجده طرف مدعي في قضية يزعم أنه هو الضحية...
أو تاجرا طوال
مشواره التجاري وهو ينهب يمينا و شمالا ليزعم في الأخير أنه ضحية عملية احتيال
وسرقة قد يكون من قام بذلك هو الطرف الذي نُهبت أمواله من طرف نفس التاجر. (وقس
على ذلك)، ليبقى السؤال جدلي...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
20.07.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق