Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

14 يوليو 2018

" نظرية المندسين"...



الاحتجاجات الشعبية ، في كل مكان وزمان ، تحركها دائما عندما يُضاف إلى الكأس المملوء قطرة إضافية. تلك القطرة تكون كافية ليفيض منها  الكأس الذي يصبح في غير مقدوره الاستيعاب رغم أن حجم وكتلة قطرة لا قيمة لها أصلا...
كذلك الاحتجاجات الشعبية ،  تُحركها قطرة تُضاف  إلى الجو المشحون التي تكون تعيش فيه تلك المجتمعات الثائرة على أوضاع أغلبها تكون اجتماعية خدماتية لا علاقة لها بالسياسة ...
لكن لتمويه تلك الاحتجاجات و إخراجها عن مسارها الاجتماعي يُضاف لها  العامل السياسي . وكما هو معروف عند إدخال السياسة في مطالب اجتماعية يفقد الكأس المملوء محتواه و يصبح يظهر للعيان فارغا وليس فائضا...
وسبب تلك القطرات التي تفيض منها الكؤوس لتتحول إلى فيضانات  أنهار تجرف كل ما تجده في  طريقها ، هي سياسات الكثير من الأنظمة التي من المفروض مراقبة الكؤوس قبل الفيضان وليس بعدها...
لكنها ، أي الأنظمة ، تترك الكؤوس تفيض لتبدأ فيما بعد إيجاد مبررات "فيضان الكؤوس" ، لتبدأ الاجتهادات التحليلية و إعطاءها صيغ قانونية لإخماد تلك الاحتجاجات بالسبل و الطرق العنيفة بحجة أن هناك مندسين في وسط تلك الاحتجاجات ، بمعنى هناك مؤامرة لضرب استقرار البلد رصدتها أجهزة الأمن لتلك الدولة ...
الغريب في الأمر أن تلك الأجهزة الأمنية التي ترصد المندسين لم ترصد من قبل الكأس هو يمتلئ قبل أن يفيض. ودائما الأمن و الاستقرار لا يكون باستخدام العنف و القوة ضد محتجين فقدوا الثقة في مؤسسات وُجدت أصلا لخدمتهم وليس لإرسالهم كل يوم خطوة إضافية إلى ما وراء الخطوط الخلفية للفقر...
وإذا أخذنا مثال ، على سبيل الاستدلال لا الحصر ،  ما هو حاصل في العراق الشقيق خير  مثال على ما تم ذكره.  بلد يسبح في بحيرات من الخيرات و الإمكانيات ليجد فيه المواطن العادي نفسه محروم حتى من قطرة من فائض  تلك الخيرات...
 رغم أن كل المبررات التي كانت تُصاغ له من قبل  قد أزيلت من الوجود ، لا نظام صدام حسين "الديكتاتوري" مازال موجودا  و لا الحصار الجائر ما زال قائما...
 خلاصة القول ، على حسب قناعتي ،  هناك سبب يعتبر العائق المركزي في الخروج من "عنق الزجاجة"  الموجودة فيها البلدان التي مازالت تؤمن ب "نظرية المؤامرة"...
  و تسوقها بإصرار لكي تبرر بها فشلها في إيجاد حلول في نوعية و أحجام  الكؤوس لكي لا  يفيض منها محتواها لمجرد قطرة إضافية...    


   

بلقسام حمدان العربي الإدريسي
14.07.2018
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق