منذ انفصال العالم
العربي عن التاج الإمبراطوري العثماني ، الذي كان يمثل الخلافة الإسلامية، الفرد العربي كان ومازال يبحث على تطبيق ذلك الشعار الذي يراوده
و يحلم به ...
ألا وهو وحدة المصير العربي. بمعنى تكوين كتلة
واحدة تحت أي مسمى من المسميات : وحدة شاملة ، اتحاد أو على شكل مقاطعات ، الخ .
أو على الأقل ، ما هو حصل بين الدول الأوروبية...
لكن هذا الشعار
فشل في جميع الميادين الثقافية و السياسية و العسكرية ،الخ.. وبقيت الحدود التي رُسمت
لكل بلد محافظ عليها ويمكن أن تنشب حروب مدمرة بين جارين عربيين ولو بسبب بضع
سنتمترات من تلك الحدود...
لكن يبدو أن
المصير توحد في الأخير بخروج جميع المنتخبات العربية المشاركة في مونديال موسكو
2018 ، خاوية الوفاق وبهزائم غير تقليدية...
الصحيح ، كرة
القدم كرياضة فيها الربح و الخسارة لكن أن تكون الخسارة عامة وبتلك النتائج ،هذا
يعني أن هناك خلل يتطلب المراجعة و المحاسبة . لأن تلك الأموال التي تصرف على هذه المنتخبات
هي في الأخير تُسحب من مقدرات الشعوب...
من المفروض ، أن
تتم مساءلة كل القائمين على هذه المنتخبات أمام لجان برلمانية في جلسات استماع
علنية لكي يطلع الجميع كم من أموال صرفت على هذه الفرق ومقارنتها بتلك النتائج المحصل
عليها والخروج من المنافسة من أضيق الأبواب والرجوع لبلدانها بخفي حنين...
و ما هي الأسباب في هذه الانتكاسات المتكررة ،
لا تضاهيها سوى انتكاسات التي حصلت على جبهات القتال ، بدون الدخول في تفاصيل
الجراح ...
بالمختصر المفيد ،
هذه الانتكاسات الكروية تكون وحدت المصير العربي لكن بالاتجاه السلبي ، لأنها خيبت آمال وشعور عشاق هذه اللعبة ذات
شعبية مشتركة واسعة لجميع شعوب العربية...
التي تفرق مصيرها في كل شيء و توحد في الفشل الكروي وهذا بحد ذاته
يعتبر انجاز أحسن من لا شيء...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
23.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق