المال أينما حل جلب
الفساد و الخراب وأي قطاع أحتك به المال تذبذب وفقد وجوده المعنوي. ولعبة كرة
القدم انضمت إلى هذا الركب الفاقد لمعناه...
في الماضي كانت كل
فئات المجتمعات ، حتى من غير هواة الكرة المستديرة ، تنتظر بفارغ الصبر أربعة سنوات
للاستماع في بيوتهم من النقل لنهائيات الكأس العالم لكرة القدم مباشرة من عاصمة من
عواصم العالم المحتضنة للدورة...
أما الآن أغلبية
الفئات المجتمعات تكون نست حتى موعد هذه البطولات بعد أن أحتكر المال حقوق البث
وأصبح أصحاب المال هم من يحتكرون هذه
الحقوق و الآخرين عليهم شراءها منهم بأثمان
تفوق الخيال إذا أرادوا الاستمتاع بهذا العرس الكروي العالمي...
وليت الأمر ينتهي عند
حدود المعاملات المالية و لا يتعداه إلى أمور ومساومات سياسية ومحاولة فرض شروط معينة على البلدان التي لها الرغبة في نقل
لجماهيرها تلك المباريات...
وكنت ذكرت في
موضوع سابق ما فعل المال بشرف هذه اللعبة الجماهيرية الذي حول
ملاعبها من ميدان منافسة كروية إلى عبارة عن ميادين للمنافسة "البزنسية"
( البزنس) ...
وكل طرق أصبحت مشروعة للحصول المال و الدخول إلى
عالم الثراء من خلال هذه اللعبة ، تحت قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" . مستغلين أحسن استغلال عمق هذه اللعبة داخل الوجدان البشري...
شخصيا ، أؤيد
بحرارة الدول التي ترفض دفع تلك الأموال
الطائلة لهؤلاء المحتكرين مقابل بث كروي، قد تكون قيمة تلك الأموال كافية للانجاز مشروع تنموي من مشاريع ضخمة التي تحتاجها شعوبها بدل من وضعها في جيوب هؤلاء للاستمتاع بلذة عابرة في الزمان و المكان...
لأكرر أن النهضة
الشعوب والأمم تكمن في مخها و ليس في أقدامها ويمكن للإنسان أن يعيش بلا قدميه و
لكن لا يمكن العيش بدون مخه. وكذلك الحال بالنسبة
للأمم و الشعوب ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
23.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق