مر علي هذا الأسبوع
خبرين عبارة عن شريطين فيديو ، الأول يظهر أفراد في مدينة لبلد عربي مسلم يُحاولون
التجمهر فيما أصبح يُعرف بالحق في الإفطار العلني في شهر رمضان ...
في الحقيقة ، عدد
أفراد المذكورين كان لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .بمعنى ، إذا تم قياس هذا
العدد من الأفراد بعدد شعب ذلك البلد تصبح كقطرات "نتنة" في مياه محيط نقية عذبة ، فما عسى أن يكون مفعول تلك القطرات مع مد أمواج ذلك المحيط النقي
...
القاعدة الحياتية
(الحياة) ، تقول أن حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حقوق المجتمع وحقوق المجتمع في
بلد مسلم هي ثوابته الدينية و الوطنية ...
لولا نية هؤلاء في
التعدي على هذه الحقوق العامة لما تجرؤوا على التظاهر العلني في مجتمع محافظ على قيمه وثوابته
وتعتبر خطوة جس نبض لخطوات أخرى أكثر شناعة لضرب هذه المجتمعات ونسف ثوابتها و قيمها...
من خلال قناعتي ، هذه
الأمور ليست محاولات فردية منعزلة و إنما هي ضمن مخططات مدروسة بعناية دقيقة من جهات
مكشوفة الأيادي حتى في بعض الأحيان تكون مستورة الوجه من خلال أقنعة مختلفة الألوان...
هذه الجهات تستغل
أحسن الاستغلال الوسائل التي أصبحت متوفرة من خلال تطور التكنولوجي وإقحامها كأدوات لمفعول عكسي للوصول لمأرب مشبوه في ضرب ونسف قاعدة المجتمعات الأساسية الضامنة لاستمراره الوجودي..
وليس من المستغرب أن
نرى و نسمع مستقبلا مطالبات بحرية التعري العلني ، كما هو حاصل في بعض المجتمعات .
أو أخطر من ذلك، حرية الزنا العلني ...
ولما لا أمور أخرى
تصبح من خلالها المجتمعات عبارة عن كائنات بهيمية (بهيمة) ، أبشع من قوم لوط. وهو المقصد النهائي
لمثل هكذا محاولات ...
قلت مر خبرين ، الخبر
الثاني إقحام دراسة سيرة مغني في نوع غناء معين في امتحان دراسي .لا أجد أي علاقة
تربوية بين الأمرين سوى نية من جهة معينة لتوجيه المعنوي و الفكري للتلميذ في اتجاه هذا النوع من الغناء لحاجة في نفس
يعقوب. قد يكون الأمر عادي لو أن شعبة الطالب الممتحن كانت "الغناء و الطرب" ...
صحيح الأمر ليس سهلا
وخصوم هذه المجتمعات المحافظة ليسوا هينين ويملكون من الوسائل و الوسائل البديلة
ما يمكنهم التأقلم مع الوضع حتى الوصول إلى أهدافهم...
لكن في المقابل هناك
نقط مضيئة في هذه المجتمعات، رغم النزيف
الحاصل في رصيدها الوقائي والمناعي (المناعة) ، إلا أن درجة عمق أصالتها
(المجتمعات) ، يتركها دائما في منأى من
الانزلاق الكلي نحو الهاوية التي يُراد
لها أن تقع فيها...
والدليل على ذلك ،
هذه المجتمعات عرفت أنواع و أنواع من
استعمار في بعض الأحيان قرون من الزمن ، استعمل فيها كل أنواع و أساليب التغيير الفكري
و الثقافي لتغيير الهوية ، رغم ذلك دائما يذهب
المستعمر وتبقى المجتمعات على أصالتها وهويتها ، رغم بعض التشوهات
التي تبقى نسبية مقارنة ببشاعة الحدث ...
وإذا كان مستعمر بكامل عدته و عدده طيلة قرون من
الزمن يعجز إتمام مهمة تغيير أصالة مجتمع فكيف يُمكن لوكيل انجاز مهمة عجز عنها الموكل
نفسه...
والدليل الآخر ، ما حصل
في بلد عربي أصيل عندما أُريد له أن يكون نموذجا لمجتمع آخر موجود على ضفة أخرى لا
تربطه به سوى حقبة استعمارية بغيضة التي أصبحت من التاريخ...
ورغم استعمال جميع الوسائل الفكرية والغير فكرية في التأثير والتغير إلا أن شعب ذلك البلد بقى على أصالته وفر ذلك الحاكم ليلا و بقت تلك الأصالة وضوح النهار ...
ورغم استعمال جميع الوسائل الفكرية والغير فكرية في التأثير والتغير إلا أن شعب ذلك البلد بقى على أصالته وفر ذلك الحاكم ليلا و بقت تلك الأصالة وضوح النهار ...
خلاصة القول ، رغم أن سلبيات المجتمعات العربية الإسلامية
عديدة ، في بعض الأحيان فظيعة ، إلا أن أصالتها مستديمة...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
05.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق