الله تعالى أرسل
لكل قوم رسولا لإصلاح شأنهم و يهديهم إلى طريق المستقيم . والمستقيم هو كل شيء
صالح خالي من الفساد وعند الاستقامة تستقيم الأمور ...
وإذا كان للجسم
عمود فقري يستقيم به بدن الإنسان كذلك المجتمع
، يكون مستقيما باستقامة عموده الفقري ألا
وهو الفرد...
والعكس صحيح ،
يصبح الجسم ملتويا عندما يكون العمود الفقري منكسرا أو به ضرا ، والمجتمع فاسدا
عندما يكون عموده الفقري ، المتمثل في الفرد ، طالحا ، متهورا أو غير سوي ...
قبل الوصول وتعريف
الرهط العاشر لا بد المرور على تسعة الذين سبقوه . هؤلاء تسعة رهط هم مجموعة من المفسدين الذين
نشروا الفساد والظلم في قوم صالح ، عليه السلام ، وقال عنهم الله ، عز وجل ، " وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي
الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ". وأسماء هؤلاء التسعة معروفة...
أما الرهط العاشر فهو موجود
بيننا الآن ، هو كل فرد يفسد و لا يصلح . السائق الذي تسبب في مقتبل الشاب صباح
اليوم أمام المسجد في وقت صلاة التهجد ...
هذا
السائق ، عفوا الرهط العاشر ، الذي كان يقود سيارة بسرعة جنونية وهو لا يملك رخصة السياقة لقد
أفسد ولم يصلح بقتله نفسا بشرية ظلما و عدوانا ونشره الحزن في عائلته محرما عليها
فرحة العيد وحتى الأعياد القادمة...
السائق الذي تسبب ، في مثل
هذا الشهر قبل ثمانية سنوات ، في مقتل أربعة عائلات بالتمام و الكمال بسبب تهوره ،
هو أيضا يحمل رقم عشرة من فئة الرهط...
هذا الرهط الناجي الوحيد من المجزرة الذي
ارتكبها ، التي ما زال يُعاني منها إلى الآن
أولاد تلك العائلات ، هذا الرهط رقم عشرة لم
يُسحب منه حتى رخصة قيادة السياقة في انتظار أن يواصل فساده و يرتكب مجازر أخرى ...
رغم أن شرعا الرهط جزاءه
القتل ، لأن الرهط التسعة أهلكوهم الله عندما تمادوا في فسادهم و حاولوا قتل صالح ، عليه
السلام...
والرهط رقم عشرة لا يتوقف
عند هذا الحد وإنما يشمل كل من يساهم
بطريقة أو بأخرى في الإفساد بدل الإصلاح . كالذي يريد أن تعم الفواحش ما ظهر منها
وما بطن ...
كإغراق الأسواق بكل ما هو ضار (كالمخدرات ، مثلا
...) ، يكون هذا النوع من الرهط أشد فتكا من الرهط العاشر المذكور آنفا والتسعة
الذين سبقوه...
بالمختصر المفيد ، قائمة
الرهط تتوسع وتشمل كل من يريد نشر الفساد
ماديا أو معنويا ، كاحتكار الأسواق للالتهاب الأسعار لتعميم الفقر أو المتاجرة في المواد المغشوشة أو السقي مواد تستهلكها الأنفس البشرية بالمياه
القذرة لتعميم الأمراض و الأوبئة ...
لكن الفرق أن قوم صالح كان هناك تسعة رهط فقط ، أما
الآن لا يُعرف بالضبط عدد الرهط الحامل لرقم 10 ، بعد أن استفادت هذه الفئة
"الرهطية" (الرهط) من مزايا العولمة و التكنولوجيا باكتسابها المال
وركوب السيارات آخر الموديلات ، الخ... مزايا لم تكون في متناول الرهط التسعة في
عهد صالح، عليه السلام ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
14.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق