Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

22 أغسطس 2017

الكركرية ، "الموجة الموعودة"...

الكركرية ، "الموجة الموعودة"...


يبدو أن مجتمعنا مقبل على موجة جديدة وغريبة ، ألا وهي ظاهرة "الكركرية". ويبدو أن ظهورها ليس بريئا وأن هناك جهة تريد  لها الظهور والترسيخ المجتمعي السريع  ...
 لأنني كلما وليت وجهي في الوسائل الإعلام يصادفني موضوع لهذه الظاهرة بتلك الملابس غريبة الأطوار و الألوان لكي تصبح أكثر رسوخا في الوجود الفكري للفرد...
 بمعنى، تصبح أمور عادية في ردة الفعل القبولي ( القبول) لتتقلص نسبة التنافر منها ( الظاهرة) ، شيئا فشيئا و تصبح عادية مقبولة مجتمعيا   ...
موجة لتضاف للموجات الجديدة المتجددة وبما أن الفرد العربي من هواة الموجات ،  فبدون أدنى شك في زمن قياسي جدا ستصبح هذه الظاهرة معممة وربما ملزمة   ونصبح كلنا "كركريون " دراويش  نضرب الدف على حواشي  الأضرحة ، تماما كما كان  يفعل أسلافنا بتشجيع من الاحتلال...
قلت سرعة القبول عند الفرد، لأن كما ذكرته في موضوع سابق، هذا الفرد مناعته مهزوزة . وبما أن   المناعة هي الحاجز التي  تمنع  الأذى أو الضرر من الوصول إلى مبتغياهما والحفاظ على الشيء الأصلي والتخلص و طرد كل ما هو غازي و ضار...
 و كل شيء له جهاز المناعة الخاص به . وعلينا التخيل جسم فاقد المناعة المكتسبة كيف تعصف به كل "نسمة فيروسية"...
تماما ، الفرد ، من ذكر و أنثى ،  الفاقد لمناعة التمييز بين ما هو صحيح و مع ما هو بدع و خرافي قد  يكون ضارا ، هذا الفرد يتقبل كل شيء ، حتى ظاهرة عجيبة غريبة على شكل "الكركرية" ستجد ، بدون أدنى شك ،  قبول من هذا الفرد الفاقد للمناعة كما تقبل بكل سهولة أمور أغرب  من هذه الظاهرة ...
ولنا أمثلة لا حصر لها كيف اخترق المجتمع  بهذه  السهولة ، بعادات و تقاليد  تقذفها أمواج "الصحون الطائرة"، أو تأتي ما وراء الحدود ،  يتم تبنيها بحرص أكثر من أصحابها الأصليين ...
على سيل المثال لا الحصر ، قصة  "خاتم الخطوبة"  ،كيف اخترقت  بشكل فظيع  حتى حصون المناطق الأكثر محافظة و أصالة وأصبحت  بندا غير قابل للتفاوض أو التنازل عنه ...
و الغريب تلك المناطق المُخترقة تحرم فيها البنت من التعليم وحلاوة العلم، بحجج المحافظة و الأصالة، لتختفي كل هذه المعتقدات يوم "الخاتم"، وطقوس الخاتم... 
ما هذا إلا مثال بسيط و هين إذا قُورن بأمثلة أخرى كيف يركب المواطن العربي الأمواج ويختفي جهاز مناعته مع كل موجة تأتيه. مظهريا أو سلوكيا...
مظهري في اللباس ، تجد الأنثى متحجبة في الأعلى ومتبرجة في الأسفل على وزن "الفيزو" و أخواته. والذكر لباسه  تارة  عروبي وتارة  أفغاني وتارة أخرى كل مودة حطت رحالها في الديار...
 أما سلوكيا حدث و لا حرج ، تجده ، ذكرا أو أنثى ، أفغانيين   أكثر من الأفغان أنفسهم وغربيين  أكثر من الغربيين أنفسهم ...      
بالمختصر المفيد ،  ليس مستبعدا أن تلقى هذه الظاهرة "الكركرية"  مكانتها في المجتمع بسرعة أسرع مما خُطط لها أصحابها . وتصبح على  المثل العامي الشائع "سيدي مليح وزادو( زيادة)  الهوى و الريح".  الله يستر...






بلقسام حمدان العربي الإدريسي
22.08.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق