Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

30 يوليو 2017

( تعقيب على خبر)...بطاقة "الأرباتيد" الطبقية




مر علي خبرا ملخصه ، على الأقل  حسب ما استوعبته ، مسؤول في بلد من بلدان  العالم العربي المترامي الأطراف و الأفكار ،  قدم أو هو بصدد تقديم مشروع قانون للمصادقة عليه...
المشروع هو استخراج بطاقات هوية خاصة بالفقراء ،  الهدف منها على حسب المسؤول و على ذمة ناقل الخبر   ، تحديد الفقراء لكي يحصلون على المواد المدعمة من طرف الدولة بدون أن ينازعهم فيه الأغنياء توفيرا  لأموال طائلة للخزينة العمومية هي في حاجة إليها ،   في خضم الأزمات الاقتصادية و المالية المتتالية...
من حيث الشكل قد تكون هذه الفكرة جيدة تستحق الاهتمام ، لأن ليس من العدل أن يتساوى في الشراء المواد الحياتية  الأساسية وبنفس السعر من يملك المليارات مع من يملك المليارات أصفارها على يسارها...
لكن من حيث المضمون ، فكرة خطيرة جدا بحيث ستشكل مدخل مقنن لتركيبة اجتماعية تكون مبنية على التفرقة الطبقية لا فرق بينها وبين ما كان سائدا في البلدان التي كانت تحت نظام  "الأرباتيد"  القبيح أين كانت التفرقة على اللون البشرة و ليس على لون البطاقة...
قلت لون البطاقة ، بمعنى المشروع القانون المذكور سيحدد بدون أدنى شك ،  لون  البطاقة المزمع إصدارها  للفقراء و بالتأكيد  اللون المقترح  يكون اللون الأحمر ...
 لأن هذا اللون هو دائما دلالته الخطر و الفقر و قلة الحاجة و الحرمان وصاحب هذا اللون يعني أنه موجود  تحت خط الفقر يستحق الاستفادة من المواد المدعمة و عليه الوقوف في الطوابير أولها قبل الفجر و نهايتها بعد صلاة العشاء لكي ، ربما ، يحصل على شيء من بقايا سلع تركها أصحاب الأصفار الموجودة على يمين الأعداد...
ولما لا ، قد تستخدم مستقبلا هذه البطاقات الحمراء اللون في مآرب أخرى ،كتحديد من له الحق الركوب نوع من النقل العمومي أو مركبات راقية استجمامية أو ترفيهية كدور السينما ، مثلا...أماكن لا يحق لحاملي بطاقات الفقر "حمراء اللون"  من ارتداد هذه الأماكن لتتطور الأمور إلى أشياء أخرى تعليمية خدماتية ، استشفائي ،...  وغيرها . لتجد على أبوابها لون البطاقة المسموح لهم الدخول والاستفادة ...
العجيب في الأمر ، كل الحكومات العالم العربي ،تقريبا ، تستعمل نفس الحجة عندما تريد رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية الأساسية ، ألا وهي لدعم محدودي الدخل . ليتبين في الأخير لا شيء حصل من ذلك،  ارتفعت الأسعار بدون أن تستفيد الطبقة المذكورة من شيء ...
بدون أدنى شك ، سيتكرر نفس السيناريو مع بطاقات الهوية التي ستخصص للفقراء إن هي طبقت على أرض الواقع...

 لأن سيصبح كل الناس حاملين "بطاقات حمراء " ولا شيء استفادت منه الخزائن العمومية سوى تكريس لمبدأ   "الأرباتيد  الطبقية" اللعين ...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.07.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق