تاجرا صديقا ، نؤدي الصلاة في نفس
المسجد . يوما بعد خروجنا من صلاة الفجر ، سألته مازحا "أخبريني ، السورة الثانية
التي تلاها الإمام في الصلاة"...
أجابني مبتسما ، لأنه كان يعرف قصدي ، قائلا " متذكر السورة الأولى لكن أثناء الركعة الثانية فاني كنت مشغول
بمراجعة ديوني". بمعنى ، ذكرني بقصة كنت رويتها له في وقت سابق...
و القصة ، أن تاجرا كان يبيع بالدين (بالمعنى العامي بالكريدي) ،بدون أن
يسجل أو يدون ذلك (أي الدين) ، سأله ابنه
يوما (ابن التاجر المذكور) ، كيف لك أن
تتذكر كل تلك الديون بدون أن تسجلها . أجابه
: "أتتذكر كل ذلك بالتفصيل و بالفاصلة عندما أكون قائما في الصلاة "...
في الحقيقة ليس التُجار وحدهم ممن يتذكرون ديونهم و مشاكلهم الدنيوية أثناء
الصلاة وهي حالة العامة. لأن الصلاة وهي
الأوقات التي يتقرب فيها الإنسان لربه وهي نفس الأوقات المفضلة عند الشيطان ليرمي
حاجزه بين العباد و خالقهم ، لينتقم من
هذا الإنسان الذي كان سبب خروجه من رحمة الله ومصيره معروف مسبقا عكس الإنسان الذي
أعطيت له فرصة لعله يصلح ما فعله مسبقا...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
09.12.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق