Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

11 ديسمبر 2016

النظام الكوري الشمالي و قصة "الثعلب" مع أهل القرية...



في الكثير من الأحيان أتساءل بيني و بين نفسي إذا كان نظام كوريا الشمالية مطلع فعلا  على القصة التراثية الشهيرة واستفاد منها في تعامله مع خصومه و أعدائه التاريخيين...
ربما (قلت ربما) ، تكون هذه القصة مادة إجبارية تدرس في كلياته  الحربية العليا و الإستراتيجية  في ميدان التعامل مع الخصوم بأسلوب "الثعلبة مع أهل القرية"...
القصة ، أن ثعلبا كان يغزو  كل ليلة  قرية من القرى و يلتهم دجاجهم . وبما أن الثعلب رغم حجمه الصغير  يمتاز بحس امني عالي جدا ، يفوق حليفه الذئب القوي  و يتفوق عليه كثيرا في "النصب و الاحتيال" ...
 والذئب رغم أنه هو أيضا يمتاز بحس امني عالي إلا انه يقع غالبا في المصائد عكس الثعلب. المهم ،  العودة لقصة الثعلبة مع أهل القرية...   
قلت "الثعلب "  كل ليلة يُغير على قرية و يلتهم دجاجهم ولم تنفع كل الاحتياطات و المصائد الموضوعة في طريق ذلك الثعلب ،  بفضل "حسه الأمني" ،  كما تم ذكره  آنفا...
ذات اليوم اجتمع أهل تلك القرية ليتدارسوا الوضع ووضع خطة محكمة لوضع حد للاعتداءات الثعلب المذكور. و في الأخير توصلوا (أهل القرية) إلى حل وهو وضع سياج محكم حول دجاجهم...
وفي الليلة التالية عندما حضر الثعلب كعادته وجد سياج محكم حول الدجاج لا يمكنه اختراقه فبدأ يدور حوله (السياج) و عندما رأته الدجاج بدأت في الصياح بقوة مما استوجب نهوض أهل القرية من نومهم و الإسراع نحو دجاجهم لينسحب الثعلب من حيث آتى ...
 وفي كل ليلة نفس السيناريو ، يحضر الثعلب و يدور حول سياج الدجاج لتبدأ في الصياح ونهوض الفلاحين مسرعين ، وهكذا...
بمعنى الرسالة التي أراد ذلك الثعلب إيصالها لهؤلاء آهل القرية " بما إنني حُرمتُ من أكل دجاجكم  ، أنا أحرم عنكم النوم و الراحة"...
قلت النظام الكوري ربما يعرف هذه القصة التراثية و جعلها كمرجع له في التعامل مع خصومه ، لأن نسمع دوما ،قد تكون يوميا ، أن النظام يقوم بمناورات عسكرية ضخمة لمحاكاة هجوم كاسح على شقيقته الجنوبية الخائفة مثل أهل القرية من الثعلب...
بالتأكيد ، نظام كوريا الشمالية لن يجرؤ على تنفيذ تهديداته و هو يستعملها لضغط النفسي و التخويف ،  لأنه يعرف مسبقا تنفيذ وعده ستفتح عليه أبواب جهنم و سيعرض نظامه الشيوعي الوحيد المتبقي لحالة اندثار وسيحصل له نفس ما حصل لإمبراطورية الاتحاد السوفيتي ، رغم أن ليس هناك  أوجه مقارنة بين النظامين اقتصاديا و عسكريا...
 حتى الصين بالتأكيد تنصح "الأخ" القوي العضلات و الجائع البطن  بأن مسموح له  الضغط و التهديد و لكنه  ليس مسموح له التنفيذ ، لان الرؤية الإستراتيجية للصين أبعد بكثير من رؤية "الثعلبة مع أهل القرية"...
أما من جانب الآخر ( يعني كوريا الجنوبية و حليفتها و حاميتها التاريخية المعروفة )  ، يدركون أن النظام الشمالي لن ينفذ تهديداته إلا في حالة واحدة و هو  اليأس والجوع أكثر ،  لذلك هم لا يتركونه يصل لتلك المرحلة  لكي لا ييأس و يزودنه بالحد الأدنى من المؤون كي يبقى توازنه العقلي  . (ربما فكرة لم تخطر على بال أهل تلك القرية مع الثعلب)...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.12.2016          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق