Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

4 ديسمبر 2015

( مسار حياة) ... "في قلب الحدث" (10)


قلت ، بعد موافقة المسؤول الأول  للمصلحة على طلبي لأكون ضمن الفريق المشرف على مشروع ضخم وعملاق كان التحضير له جاريا ،  حزمت حقائبي و توجهت فورا إلى عين المكان ...
لقد كان بالنسبة لي حظ وشرف أن أكون في ذلك المشروع والذي أعتبره "مشروع القرن" ،  لن يصادفه الشخص  أكثر من مرة ،  في أحسن الأحوال ، خلال مشواراه المهني...
ومن هناك بدأت جولة مهنية  جديدة أكثر إثارة كانت حاسمة في ترسيم نهايتي المهنية مبكرا . صحيح ذلك المشروع هو الذي ألقى الأضواء الكاشفة على كفاءتي المهنية و الأخلاقية وفتح لي الممرات المؤدية لمكاتب السلطات العليا وأصبحت معروفا اسما وشكلا ...
  وبفضل ذلك المشروع انتزعت من تلك السلطات اعتراف رسمي بأني مسؤول بثلاثية الخصائص  : "الكفاءة ، النزاهة و الجدية" . "ولا أعرف أن كان هناك الكثير من يوجد في ملفاتهم المهنية هذه الخصائص"  ...  
لكن صحيح أيضا ، تلك الأضواء الكاشفة  جعلتني مكشوفا للرماية "الرداءة" . والمواجهة غير متكافئة بين جانب يلتزم بالأخلاقيات المغروسة في  أعماق وجدانه رضعها من ثدي أمه الطاهرة ...
وبين جانب قاعدته الأذى و كل الوسائل لديه مشروعة للوصول لغايته واستعمال كل الوسائل المحرمة أخلاقيا لتحطيم الخصم مهنيا واجتماعيا...
لقد كان ذلك المشروع بالنسبة لي مهمة وظيفية أتلقى من خلالها مرتبا وأيضا كنت اعتبره "شرفا و أمانة" ،  كنت أحرص على إتمامها على أحسن وجه لذلك سخرت كل إمكانيتي الفكرية والبدنية لهذا المشروع و المعلم ...
اسمي منقوشا على كل ملم2 ، من مساحته المترامية الأطراف والذي لابد من مركبة رباعية الدفع لزيارة كل مساحته ورغم ذلك كنت أعلم حتى ولو "ذبابة" حطت على حجرة في طرف من أطرافه...
وظيفيا ، كنت المسؤول الثاني في هذا المشروع لكن عمليا أنا الرجل الأهم ، لأني كنت مسؤولا عن "الكمية و النوعية"، ولا شيء يمر بدون تأشيرتي وهذين الشيئين (الكمية والنوعية) ، خطا أحمر بالنسبة لي لا أتذكر إني تسامحت فيهما يوما...
من هنا ، بدأت مواجهتي العنيفة مع الشركة التي تم اختيارها لانجاز هذا المشروع. مؤسسة لم تكون في مستوى الحدث ، لقد كانت تعاني من مشاكل خاصة بها ولم تكون تعير اهتمام يليق  بهذا الانجاز الضخم . لذلك كانت تحاول تعويض نقائصها على حساب "الكمية " وخاصة "النوعية"...
مما أدى للدخول معها في خصومة ومشادات يومية حتى وصلت  بها "الوقاحة"  رفع  ضدي شكوى إلى جهة عليا . وللحسن الحظ تلك الجهة العليا كانت متفهمة  بأن المسألة تقنية و ليست شخصية ...
إن ذلك المشروع كان بالنسبة لي "كلية تطبيقية" ، لمست  بالحس المادي كل النظريات التي مرت علي خلال مشواري النظري...
لقد كان بجانبي في ذلك المشروع مكتب ألأجنبي للدراسات الانجازات الضخمة . شخصيا،  لم أكون أرى فرق شاسعا بين معلومات الإطارات الوطنية   و ( على الأقل )  ما يقدمه ذلك المكتب ، سوى التجربة الطويلة  . بمعنى ، عدم الانبهار كثيرا بكل ما هو أجنبي...    

   





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.12.2015          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق