أثناء مشواري
المهني المذكور سلفا ، اختيرت ضمن فريق تقني لإجراء فترة تكوينية لبضعة
أشهر في الخارج وذلك من خلال اتفاق مع
اكبر وأشهر مكتب عالمي للدراسات و الانجازات
، من أجل احتكاك واكتساب خبرة لإطارات
وطنية...
بالنسبة لي هذه الرحلة ليست لاكتساب الخبرة فقط ، وإنما
رحلة في أعماق التاريخ . رحلة إلى أراضي كانت يوما من أملاك "آل عثمان". أراضي مر
من هناك يوما " السلطان سليمان الفاتح" و"جنده"...
وقفت على تلك الأراضي
ونظرت إلى الأفق اللامنتهي ملتمسا من الزمن أن يمنحني استثناءا ويعود بي وأنا في نفس المكان قرون إلى وراء وبالضبط يوم مرور
السلطان سليمان القانوني من هناك ...
ربما سيمنحني هو أيضا
(السلطان سليمان) ، استثناءا وأحصل منه على مقابلة خاصة لعلي احصل منه على توضيحات
و تفسيرات قد يكون التاريخ لم يذكرها أو
تجاهلها أو قلب محتواها ...
بالخصوص التاريخ يكتبه المنتصرون، و "آل عثمان"
انتهى عهدهم بالانهزام والتفكك ، لذلك لا ينتظر من المنتصرين ذكر و تدوين محاسن وخصلات خصومهم...
وقبل أن ابدأ معه الكلام
، هذا إذا حصل ذلك وقبل الزمن طلبي ، و"خوفا على رأسي"، أنبهه بان العصر ليس عصره و إنما هو موجود في عصر آخر الرؤوس لا تقطع
بأوامر السلطان...
وإنما بقرارات محاكم قابلة الاستئناف والنقض ، أحكام تراقبها
منظمات حقوق الإنسان
و قطع الرؤوس عند هذه المنظمات خط أحمر
يحول صاحبها إلى محاكم جرائم ضد الإنسانية مقرها لاهاي...
وأيضا أنبه
"جلالته" أن عصر الحريم انتهى منذ زمان و"سلاطين الزمان الحالي" ،حتى لو كانوا بألقاب أخرى ، لا يحق لهم إلا زوجة واحدة ، على الأقل في العلن ، أما في السر فكل واحد
"يدبر رأسه"...
وكنت أنوي أسال جلالته عن سر تلك الجارية الروسية التي سماها
"هيام" ، رمز للعشق والافتنان وأيضا
للخبث و"طبخ الدسائس"...
اسأله عن سر
الخضوع لها وهو معروف عن شدته وحزمه ، حتى انتهى به الأمر (السلطان سليمان) ، شنق
ابنه البكر وولي عهده بمكائد أشرفت على طبخها "الجارية بمرتبة
سلطانة"...
ولم يتوانى
(السلطان سليمان) ، في شنق صديق عمره وكاتم إسراره و صدره الأعظم وصهره ومنقذ
حياته (إبراهيم باشا) ، الذي لم ينجو هو أيضا
من مكائد ودسائس "الجارية " آكلة
عقل وقلب السلطان العاشر لإمبراطورية "آل عثمان"...
انتظرت طويلا رد
الزمن على طلبي لكني لم أحصل على هذا الاستثناء وانتهت أشهر التكوين وعدت من حيث ذهبت. لا زمان عاد إلى الوراء و لا السلطان سليمان عاد من
برزخه ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.11.2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق