Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

16 نوفمبر 2015

(مسار حياة)..." ديوان الدسائس " (5)


قلت ، أنهيت دراستي في كلية هندسية متخصصة وتخرجت بتفوق باهر وتم تكريمي ضمن الخمسة الأوائل . مما فتح لي طريق نحو المصلحة المركزية ، بالمعنى "المنبع"...
لقد تم تحويلي للعمل ضمن إطارات المصلحة المذكورة،   يعني في قلب صنع الحدث. ودائما الشرب من المنبع ليس كالذي يتروى من قنواته . حقيقة كانت تلك السنين التي قضيتها في هذه المصلحة من أثمر السنين طوال مشواري المهني ...
 بالإضافة لعملي التقني و الإداري اليومي  ،  تم اختياري عضوا في لجنة تقنية مركزية وظيفتها دراسة عروض الانجازات تقنيا ومدى تطابقها مع مواصفات دفاتر الشروط وكما تم ذكره في مواضيع سابقة ، من هذه اللجنة بدأ الاحتكاك السلبي مع " ديوان الدسائس" وأصبحت على رأس قائمة دسائس "الديوان"  ... 
لكن هذه الدائرة أو "الديوان" كانت  محدودة التأثير  عندما كان على رأس هذه المصلحة المركزية الهامة و المحورية مسؤول من طراز رفيع ،  قوي مكنه من السيطرة ولجم شوكتها (الدائرة)  ...
لقد كان لي الحظ و الشرف إني تصادفت في مشواري المهني اثنين من المسؤولين، الأول في بداية مشواري المهني وهو الذي اكتشف طاقتي ومواهبي وفتح لي أبواب العلى بترشيحه لي لمواصلة دراساتي والقفز إلى أعلى. وهو الذي زودني بنصيحتين: الأولى ، " لا تنغمس لكي لا تخاف" . والثانية " لا تربط مصيرك المهني بمصير أشخاص"...  
أما المسؤول الثاني  فهو المذكور آنفا ، مسؤول ، يجمع بين المسؤولية و الكفاءة التقنية و  المهنية "التسييرية" (من التسيير) ، عملي و مندفع حتى في بعض الأحيان "التهور"، ليس له وقت راحة ، تراه في مكتبه قبل الآخرين وآخر من يتركه ...
 جعل من تلك المصلحة ، بعد كانت خاملة ، خلية شهد نحل تموج في النشاط والتطوير. لقد اشرف على عدة انجازات ضخمة،  اكتسبنا من خلالها  على تجربة لا تقدر بثمن. شخصيا ،  اكتسبت من هذا المسؤول  خبرة لا يتحصل عليها المرء حتى من أعرق الكليات و الجامعات...
عصبي ،  سريع الغضب لكنه لم أراه طوال عملي تحت إمرته أنه حقد على شخص أو ألحق آذى بأحد  . كان يقدر الإطارات الشابة ويعطي لها الفرصة و المجال ويتعامل معهم مباشرة ويأخذ بأفكارهم ومقترحاتهم  . كان يمقت "التزلف" و لا يحترم أصحاب تلك "الرؤوس"  ...
لكن ، تلك الدائرة من "الحرس القديم  و "متزلفة الرؤوس" كانت ،  عبارة عن "ديوان لدسائس "  ، تحاك على كل شخص تشم منه رائحة الكفاءة أو النزاهة ...
 كانت تحاول (الدائرة) ، أن تحجب عن ذلك المسؤول الرؤية عن تلك الطاقات الشابة خوفا عن مناصبهم التي وصلوا إليها عن طريق التزلف و الرياء...
صحيح ، ذلك المسؤول استطاع تحجيمهم  والحد من أذاهم  لكنه لم يستطيع التخلص منهم ويبدو أنهم كانوا  مفروضين عليه فرضا ...
هذه الدائرة ، أو بالمفهوم الحقيقي "ديوان الدسائس" ، تدعم أكثر بعد الانضمام إليه (الديوان)   قطبيين  جديدين ،  آخر ما أنتجته مدارس "التزلف" و "الرياء". عضوين ،  لعبا دورا محوريا في تطوير هذا "الديوان" وجعله أكثر قوة ونفوذا في طبخ و"صنع الدسائس" ...
واحد من هذين العضوين ، أستاذ بأتم  معنى الكلمة في الدسائس و الرياء و التزلف،لم و بالتأكيد لن يوجد  له مثيلا في أركان الدنيا الأربعة...
أستاذ وخبير في صناعة "الدسائس" وإلحاق الأذى بالآخرين ،  تصبح أمامه دسائس ومكر  "الجارية الكسندرا" (عفوا،  السلطانة هيام) ، آكلة رؤوس خصومها والتي جعلت من السلطان سليمان "المعظم" ، مجرد  "دمية" في "ديوان  دسائسها " ...
 حتى وصل به  الأمر (سلطان سليمان) ،  قتل شنقا حتى الموت  ابنه وولي عهده ولم ينجو من المصير نفسه صدره الأعظم وصديقه وصهره الذي جعلته جارية برتبة "سلطانة" على رأس قائمة دسائسها...
قلت ، تصبح هذه الجارية الداهية والماكرة  عبارة عن تلميذة عند ذلك "الأستاذ" المذكور   ، لا تصلح حتى اصطياد له الذباب في حدائق  قصر الباب العالي...
و العضو الثاني مرافق "الأستاذ" ، كان  عبارة عن تلميذه أو جرم يدور حول كوكبه ، كان في مرحلة التكوين و التهيئة ليكون مساعده فيما كان يخطط له . و بالفعل تمكن "الأستاذ" و تلميذه من الاستيلاء كليا على هذا الديوان وتمكنا  من "أكل" كل رؤوس أصدقائهم في "الديوان"  وشتتوهم شر التشرد ...
لقد أصبحا الحاكمين بدسائسهما بعد رحيل المسؤول الأول و استخلافه بعضو من "ديوان الدسائس" ، ليتم إزاحته فيما بعد ليصبحا هما (الأستاذ و تلميذه) ، الحاكمين الفعليين و الحقيقيين ...









بلقسام حمدان العربي الإدريسي
08.11.2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق