التاريخ
سجل لنا أن الدولة الإسلامية سجلت ذروة ازدهارها في عهد السلاطين
العثمانيين و بالخصوص ولاية السلطان العاشر، السلطان سليمان ابن "السلطان
سليم الأول". وسجل لنا التاريخ أن عهد هذا السلطان كان عهد الفتوحات الكبرى
الذي كان يقود معظمها آو كلها بنفسه حتى أن هذا التاريخ لم ينسى انه وهو
(السلطان سليمان) على فراش المرض أبى الأخذ بنصائح أطبائه وقاد بنفسه حملته
الأخيرة...
هذا السلطان الذي أمر بشنق ابنه البكر أمام أعينه ولم يحن قلبه أمام توسلات و صرخات ابنه ليبقي على حياته . نفس الشيء الذي فعله من قبله والده السلطان سليم عندما قام بقتل جميع أخواته وأبنائهم لكي لا ينافسه احد في وراثة عرش العثمانيين . والتي أصبحت قاعدة مقننة في سلالة "آل عثمان"، ألا و هي ، قتل الذكور حتى لو كانوا رضع من أجل ضمان عدم المنافسة في الجلوس على العرش ...
أيضا ، هذا السلطان (سليمان) لم يتردد في الحكم على صديقه و منقذ حياته وصدره الأعظم (الوزير الأول بالمفهوم الحالي) و صهره ، زوجة أخته، بالموت شنقا لأسباب تبقى غامضة طبخت في الكواليس "الحرملك" تعرفها بالتأكيد "السلطانة هيام" ...
عظمة وقوة وصرامة هذا السلطان ذابت كذوبان السكر في الماء أمام التأثير هذه الجارية الروسية. جارية ابتسم لها الحظ عريضا ربما لم يبتسم من قبل ولن يبتسم فيما بعد لأحد بهذه الابتسامة . قدر لم تكون تحلم به أبدا أنها يوما ستدخل قصر الباب العالي على بساط من الذهب وتسلك الممر الذهبي المؤدي إلى أحضان السلطان وبالتالي إلى صنع الأحداث . جارية حلمها لم يكون يتعدى الزواج من شاب من بيئتها لتجد نفسها جارية بيعت في أسواق النخاسة لينتهي بها الأمر بين أحضان السلطان العاشر "مالك البراري و البحار والجواري و العباد...".
صحيح ،ليس كل ما يعرض أو يقال عن هؤلاء السلاطين ونزواتهم يأخذ مأخذ الجد ، لأن التاريخ يدونه المنتصرون والدولة العثمانية انهزمت واندثرت وهؤلاء المنتصرون بطبيعة الحال لا يذكرون سوى مساوئ خصومهم . لكن صحيح أيضا ، أن "النظام الحرملك" كان قائما فعلا و لعبت الجواري دورا محوريا في صنع الأحداث ...
وأهمهن جارية برتبة سلطان المسماة "هيام" . التي ملكت قلب مالك البراري و ما وراء البحار. جارية استعملت بذكاء جمالها المزوج بخبثها و دهائها ليصبح كل ذلك مغناطيس بقوة جذابة عجزت قوة و صلابة السلطان سليمان الصمود أمام قوة تأثيره ...
لقد انتقمت هذه الجارية على طريقتها الخاصة من تلك الأيام الشؤم و التشرد ومرارة فقدان الأهل وذل القراصنة و أسواق النخاسة. وكانت ضحيتها الأولى المسكينة و المغبونة أم الأمير مصطفى وابن السلطان سليمان وولي عهده المشنوق بأمر السلطان نيابة عن "السلطانة هيام ". لقد نزعت عن هذه المسكينة كل صلاحياتها وحرمتها حتى من تلك الليلة اليتيمة التي كانت تخلو (الخلوة) بين أحضان السلطان ، لتعيش تلك المغبونة ما تبقى لها من الوجود قرب قبر ابنها . حتى أخت السلطان المدللة ، زوجة صدره الأعظم، لحقت بها دسائس "السلطانة هيام" لحقت بركب الراحلين عن قصر الباب العالي و لم يعرف عنها خبر ويقال أنها انتحرت لتلحق بزوجها المشنوق. سلطانة ، لم يستطيع أحد منافستها إلا جارية مثلها "الطليانية" ( من ايطاليا) ، التي استطعت كسب و الاستيلاء على قلب الأمير سليم ، ابن السلطانة هيام وولي العهد السلطان سليمان ...
صحيح ، لا يمكن المقارنة بين شخصية سليم السكير بشخصية السلطان سليمان ، شخصية يمكن السيطرة عليها بسهولة و لا تحتاج إلى جارية على وزن "السلطانة هيام". مع ذلك ، استطعت تلك الجارية أن تقلب الأحداث رأسا على عقب و تجعل من ذلك السكير وليا للعهد بدون منازع بعد القضاء على شقيقه (الأمير بايازيد ) وكل أبنائه الذكور...
لكن السلطانة هيام ، ابتسم لها الحظ مرتين : مرة عند وصولها إلى أحضان السلطان و الثانية عند وفاتها قبل السلطان سليمان. ولو بقت بعد وفاته لكان مصيرها نفس مصير أم الأمير مصطفى ، وكانت ستقضي بقية حياتها متسولة على أبواب الجارية "الطليانية" . كل ذلك يبين لنا بوضوح دور "الحريم" ، ذلك العالم المخفي عن أعين الناس وكيف كانت تطبخ الدسائس و المؤامرات وصناعة الأحداث . وللأسف تلك الصراعات كانت من أجل الوصول إلى أحضان السلطان وإنجاب له البنين بعلاقة خارج العقد الشرعي ويصبح هؤلاء البنين أمراء ومنهم من يصبح وليا للعهد ثم سلطانا...
في الحقيقة لا استطيع الخوض كثيرا في هذا الميدان إني لست مؤهلا في الفقه والشريعة الإسلامية ، لكن الذي أعرفه أن الزواج في الشريعة الإسلامية له أسس وقواعد يعرفها كل مسلم ومسلمة و بالتالي هؤلاء السلاطين الذين يقولون أنهم الخلفاء يعرفون تلك القواعد أكثر من غيرهم (قواعد المعاشرة و الزواج)...
سلطانا بمرتبة خليفة يحجز له عشرات النسوة اغلبهن نزعن عن أهاليهم قهرا و عنوة ليجدن أنفسهن خارج إرادتهن عبارة عن "سلعة جنسية" تحت تصرف السلطان في مشهد مهين للكرامة الإنسانية التي وهبها الله لعباده من ذكر وأنثى. والخضوع هؤلاء الجواري لتلك النزوات دافعه الخوف أكثر منه رضا، لأن تلك الجارية تعرف مصيرها إن هي خالفت رغبة السلطان، مصيرها قاع البحار طعما لأسماك...
ظاهرة (الحريم) ، لا توازيها في السوء ، (على حسب قناعتي) ، إلا ظاهرة "خصيان" الرجال ليكونوا خدما ويستطيعون الاقتراب من "الحريم" بدون أن ينزعج السلطان ويطمئن قلبه بأن حريمه مصان من أي تحرش جنسي من رجال فاقدي الفحولة. أن هذه الظاهرة (الخصيان) القاسية والوحشية و لا إنسانية ترقى بجدارة إلى جريمة في حق الإنسانية تتطلب محكمة جنايات خاصة تحاكم كل من فكر فيها ومن أمر بها حتى لو كان في التراب رميما ...
من وجهة نظري ، أن ظاهرة "الحريم" و"خصيان" الرجال السبب الرئيسي في المصائب التي حلت بالدولة العثمانية أو التي هي على شاكلتها ، و سقوطها المدوي واندثارها واندثار الأسرة العثمانية وما حل بتلك الأسرة ، أحفاد "السلطانة هيام" ، من الحياة البؤس و الشقاء. حتى أن البعض منهم لم يجدوا مالا ليشتروا به أكفانا لموتاهم في رحلتهم الأبدية ، بعد حياة البذخ والجواري و "الخصيان" في قصور "آل عثمان" التي مرت من هناك يوما "جارية روسية " برتبة سلطان تسمى "هيام"...
هذا السلطان الذي أمر بشنق ابنه البكر أمام أعينه ولم يحن قلبه أمام توسلات و صرخات ابنه ليبقي على حياته . نفس الشيء الذي فعله من قبله والده السلطان سليم عندما قام بقتل جميع أخواته وأبنائهم لكي لا ينافسه احد في وراثة عرش العثمانيين . والتي أصبحت قاعدة مقننة في سلالة "آل عثمان"، ألا و هي ، قتل الذكور حتى لو كانوا رضع من أجل ضمان عدم المنافسة في الجلوس على العرش ...
أيضا ، هذا السلطان (سليمان) لم يتردد في الحكم على صديقه و منقذ حياته وصدره الأعظم (الوزير الأول بالمفهوم الحالي) و صهره ، زوجة أخته، بالموت شنقا لأسباب تبقى غامضة طبخت في الكواليس "الحرملك" تعرفها بالتأكيد "السلطانة هيام" ...
عظمة وقوة وصرامة هذا السلطان ذابت كذوبان السكر في الماء أمام التأثير هذه الجارية الروسية. جارية ابتسم لها الحظ عريضا ربما لم يبتسم من قبل ولن يبتسم فيما بعد لأحد بهذه الابتسامة . قدر لم تكون تحلم به أبدا أنها يوما ستدخل قصر الباب العالي على بساط من الذهب وتسلك الممر الذهبي المؤدي إلى أحضان السلطان وبالتالي إلى صنع الأحداث . جارية حلمها لم يكون يتعدى الزواج من شاب من بيئتها لتجد نفسها جارية بيعت في أسواق النخاسة لينتهي بها الأمر بين أحضان السلطان العاشر "مالك البراري و البحار والجواري و العباد...".
صحيح ،ليس كل ما يعرض أو يقال عن هؤلاء السلاطين ونزواتهم يأخذ مأخذ الجد ، لأن التاريخ يدونه المنتصرون والدولة العثمانية انهزمت واندثرت وهؤلاء المنتصرون بطبيعة الحال لا يذكرون سوى مساوئ خصومهم . لكن صحيح أيضا ، أن "النظام الحرملك" كان قائما فعلا و لعبت الجواري دورا محوريا في صنع الأحداث ...
وأهمهن جارية برتبة سلطان المسماة "هيام" . التي ملكت قلب مالك البراري و ما وراء البحار. جارية استعملت بذكاء جمالها المزوج بخبثها و دهائها ليصبح كل ذلك مغناطيس بقوة جذابة عجزت قوة و صلابة السلطان سليمان الصمود أمام قوة تأثيره ...
لقد انتقمت هذه الجارية على طريقتها الخاصة من تلك الأيام الشؤم و التشرد ومرارة فقدان الأهل وذل القراصنة و أسواق النخاسة. وكانت ضحيتها الأولى المسكينة و المغبونة أم الأمير مصطفى وابن السلطان سليمان وولي عهده المشنوق بأمر السلطان نيابة عن "السلطانة هيام ". لقد نزعت عن هذه المسكينة كل صلاحياتها وحرمتها حتى من تلك الليلة اليتيمة التي كانت تخلو (الخلوة) بين أحضان السلطان ، لتعيش تلك المغبونة ما تبقى لها من الوجود قرب قبر ابنها . حتى أخت السلطان المدللة ، زوجة صدره الأعظم، لحقت بها دسائس "السلطانة هيام" لحقت بركب الراحلين عن قصر الباب العالي و لم يعرف عنها خبر ويقال أنها انتحرت لتلحق بزوجها المشنوق. سلطانة ، لم يستطيع أحد منافستها إلا جارية مثلها "الطليانية" ( من ايطاليا) ، التي استطعت كسب و الاستيلاء على قلب الأمير سليم ، ابن السلطانة هيام وولي العهد السلطان سليمان ...
صحيح ، لا يمكن المقارنة بين شخصية سليم السكير بشخصية السلطان سليمان ، شخصية يمكن السيطرة عليها بسهولة و لا تحتاج إلى جارية على وزن "السلطانة هيام". مع ذلك ، استطعت تلك الجارية أن تقلب الأحداث رأسا على عقب و تجعل من ذلك السكير وليا للعهد بدون منازع بعد القضاء على شقيقه (الأمير بايازيد ) وكل أبنائه الذكور...
لكن السلطانة هيام ، ابتسم لها الحظ مرتين : مرة عند وصولها إلى أحضان السلطان و الثانية عند وفاتها قبل السلطان سليمان. ولو بقت بعد وفاته لكان مصيرها نفس مصير أم الأمير مصطفى ، وكانت ستقضي بقية حياتها متسولة على أبواب الجارية "الطليانية" . كل ذلك يبين لنا بوضوح دور "الحريم" ، ذلك العالم المخفي عن أعين الناس وكيف كانت تطبخ الدسائس و المؤامرات وصناعة الأحداث . وللأسف تلك الصراعات كانت من أجل الوصول إلى أحضان السلطان وإنجاب له البنين بعلاقة خارج العقد الشرعي ويصبح هؤلاء البنين أمراء ومنهم من يصبح وليا للعهد ثم سلطانا...
في الحقيقة لا استطيع الخوض كثيرا في هذا الميدان إني لست مؤهلا في الفقه والشريعة الإسلامية ، لكن الذي أعرفه أن الزواج في الشريعة الإسلامية له أسس وقواعد يعرفها كل مسلم ومسلمة و بالتالي هؤلاء السلاطين الذين يقولون أنهم الخلفاء يعرفون تلك القواعد أكثر من غيرهم (قواعد المعاشرة و الزواج)...
سلطانا بمرتبة خليفة يحجز له عشرات النسوة اغلبهن نزعن عن أهاليهم قهرا و عنوة ليجدن أنفسهن خارج إرادتهن عبارة عن "سلعة جنسية" تحت تصرف السلطان في مشهد مهين للكرامة الإنسانية التي وهبها الله لعباده من ذكر وأنثى. والخضوع هؤلاء الجواري لتلك النزوات دافعه الخوف أكثر منه رضا، لأن تلك الجارية تعرف مصيرها إن هي خالفت رغبة السلطان، مصيرها قاع البحار طعما لأسماك...
ظاهرة (الحريم) ، لا توازيها في السوء ، (على حسب قناعتي) ، إلا ظاهرة "خصيان" الرجال ليكونوا خدما ويستطيعون الاقتراب من "الحريم" بدون أن ينزعج السلطان ويطمئن قلبه بأن حريمه مصان من أي تحرش جنسي من رجال فاقدي الفحولة. أن هذه الظاهرة (الخصيان) القاسية والوحشية و لا إنسانية ترقى بجدارة إلى جريمة في حق الإنسانية تتطلب محكمة جنايات خاصة تحاكم كل من فكر فيها ومن أمر بها حتى لو كان في التراب رميما ...
من وجهة نظري ، أن ظاهرة "الحريم" و"خصيان" الرجال السبب الرئيسي في المصائب التي حلت بالدولة العثمانية أو التي هي على شاكلتها ، و سقوطها المدوي واندثارها واندثار الأسرة العثمانية وما حل بتلك الأسرة ، أحفاد "السلطانة هيام" ، من الحياة البؤس و الشقاء. حتى أن البعض منهم لم يجدوا مالا ليشتروا به أكفانا لموتاهم في رحلتهم الأبدية ، بعد حياة البذخ والجواري و "الخصيان" في قصور "آل عثمان" التي مرت من هناك يوما "جارية روسية " برتبة سلطان تسمى "هيام"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
19.10.2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق