اللغة
بالنسبة للأمم كجماعات أو أفراد تماما كلسان بالنسبة للجسد ويصبح هذا الجسد بدون
لسان عبارة عن هيكل و كتلة لحمية وعظمية خرساء فاقدة الاتصال ...
واللغة
هي محل فخر و اعتزاز بالنسبة للأمم أو الشعوب الحرة
وتعتبرها وسام شرف على صدروها وتتفاخر بها أمام الأمم والشعوب الأخرى حتى لو كانت
تلك اللغة ميتة أو هي تحتضر أو هي لهجة لم
ترتقي بعد إلى
مستوى لغة ورغم ذلك يبجلونها تبجيلا وتوقيرا لا نظير لهما ...
وتبقى
هذه قاعدة
بالنسبة لجميع الأمم وهناك
استثناء للبعض الذين
يحتقرون لغتهم لصالح لغة أخرى ويتباهون بذلك . مثلهم تماما مثل الذي يحتقر لسانه
ويستورد لسان آخر ليعبر به ...
يصيبني
القلق و الإحباط أن
أرى أما
أو آبا يخاطبان أبنائهم بلسان غير لسانهم ويتفاخرون بذلك ويزيدني الإحباط عندما
أرى طبيبا يخاطب مريضا شيخا آو عجوزا باللغة المستعمر يذكرهم بها أيام الاستعمار
...
ويذكرني
أيضا قصة أختي رحمها الله وهي تعالج من مرض كان سبب وفاتها ، الطبيب المعالج يخاطبها و يشرح لها باللغة غير
لغة لسانها وهي تخجل من أن تقول له أنها لا تفهم تلك اللغة المستوردة من وراء
البحار. وكان من المفروض أن الطبيب هو الذي يخجل من استعمال لغة غير لغته...
وسمعت
قصة أن احد الزعماء العرب النادرين كان يخاطب دائما شعبه بلغته الأصلية حتى في
المنابر العالمية كان يتكلم بها بفخر و اعتزاز...
فظهرت
عليه إشاعات مغرضة هنا
وهناك أن ذلك الزعيم معرب لا يحسن إلا اللغة العربية . يبدو تلك الإشاعة وصلت إلى
مسامع الزعيم ، رحمه الله ...
وفي
إحدى الندوات الصحفية
بالحضور الجميع و بالتأكيد من بينهم أصحاب تلك الإشاعة ، استعمل "الزعيم المعرب" ، لغة غير اللغة العربية في رسالة واضحة إلى هؤلاء...
مستعملا
مفردات لغوية عالية و راقية في التركيب والتعبير لا يفهمهما و لا يفقهها إلا
متمكن و
له مستوى عالي في تلك اللغة و
عجزوا هؤلاء عن فهم بعض تلك المفردات إلا
بعد استعانتهم بقواميس عدة...
وبذلك
أخرست تلك الألسنة التي روجت تلك
الإشاعة وأوضح لهم أن الزعيم إذا كان يحسن لغات أخرى فلغته أولى و أحق...
بلقسام
حمدان العربي الإدريسي
19.07.2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق