" فاقو"
، في الحقيقة لفظ يكتب بثلاثة نقط على
الحرف "القاف" وليس بنقطتين ، وهو لفظ عامي خالص ، يطلقه عفويا الشخص الذي يظن الآخرين أنه غبي و
ساذج ويمكن تمرير عليه أي شيء...
في الحقيقة بحثت
على مرادف آخر في كل القواميس وعصرت ذاكرتي عصرا فلم أجد إلا هذا اللفظ ليعبر عن
الحقيقة ما أرادت قوله...
و
"فاقوا" (بثلاثة نقط) ، هو الرد العفوي على جماعة الحوثي ، أو جماعة
"أنصار الله" ، رغم أن الله ليس محتاج إلى أنصار لكن عباده هم من يحتجون
نصرة و إنصاف من الله...
و الله لا ينصر و
لا ينصف عباد أدعوا "المظلومية"
(من الظلم) و الاضطهاد طويلا وإذ بهم يصبحوا " ظالمون" عند أول فرصة سنحت لهم ...
يتمددون بقوة السلاح ويستولون على المرافق الدولة و يقتحمون البيوت و
يقصفون المؤسسات العامة و الخاصة ويعتقلون الخصوم حتى من خالفهم الرأي ...
والعودة للفظ
"فاقو" ، هذه الجماعة تظن أن الغباوة عمت الجميع لتصديق شعارها الكبير التي تحمله " الموت لأمريكا..."
، وهو نفس شعار إيران وجهات أخرى الحاملين هذا الشعار في العلن و تتبادل معها رسائل الغزل ترافقها فروض الطاعة ليلا ...
ولولا رضا أمريكا عن هذه الجماعة ، لما تجرعت أن تفعل ما فعلته. و الكل يعلم أن لولا التغطية الجوية لطائرات الأمريكية ، وخاصة
بدون طيار ، لما تمكنت هذه الجماعة من
التقدم و لو خطوة واحدة خارج منطقتها. هذه الطائرات هي من أعطت التفوق لهذه
الجماعة لكي تتمدد بهذه السهولة و البساطة...
لولا كان فعلا هذا الشعار "الموت
لأمريكا" حقيقي و صحيح لكان مصير هذه الجماعة نفس مصير أفراد القاعدة في
اليمن الذين تصطادوهم تلك الطائرات التي
تجوب بدون كلل و لا ملل سماء اليمن و المنطقة كلها...
و لا يعرف أي جهة
تطاولت على الإمبراطورية "الغير متوفية" ونجت من غضبها و قصاصها ، أو يكون نهاية تلك
الجهة المتطاولة أحسن من نهاية زعيم
القاعدة الذي تطاول يوما ورفع شعار الذي
تحمله الجماعة فكان مصيره قاع المحيطات ، هذا اذا لم يكون أسوأ من ذلك ، (لأن ليس
كل ما تصرح به أمريكا صحيح) ، ولم تشفع له صداقته الحميمة القديمة معها ...
وهناك مثال آخر ، صدام حسين ، الذي رفع يوما هذا الشعار فكان مصير تطاوله منقول على المباشر ، عبرة لمن يتمنى "الموت لأمريكا". بدون أن نسى
زعيم آخر قال يوما "طز لأمريكا"
،فمصيره "قبر مجهول" تجهله حتى الغربان ...
المختصر المفيد ،
على هذه الجماعة أن تخفي ذلك الشعار و تستبدله بشعار آخر يكون متوافق مع الحقيقة و
الواقع ، لأن الناس ليسوا بهذا الغباء و السذاجة وأنهم فائقين ، بالمعنى العامي "فاقوا" (بثلاثة نقط) ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
02.12.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق