Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

29 نوفمبر 2014

حوار مع ذاكرتي...

جرى حوار بيني و بين ذاكرتي ، على خلفية النسيان الذي أصبح يطاردني ويسبب لي  إزعاج مع الآخرين ، خاصة الأصدقاء بعد أن أصبحت أنسى حتى أسمائهم ...
الأخطر من كل ذلك ، الموقف الحرج الذي وضعتني فيه ذات المرة هذه الذاكرة أمام  موظفة في إحدى الإدارات وأنا أملأ في استمارة تخصني ، عندما طلبت مني تلك الموظفة بيانات شخصية من بينها تاريخ و مكان زواجي ...
لاحظت علي تلك الموظفة التردد في ذكر التاريخ و المكان  ، انفجرت تلك الموظفة صائحة في وجهي  " أهناك عاقل ينسى مثل هكذا تواريخ"...    
في الحقيقة ، عاتبت ذاكرتي وأنا أتحاور معها  على هذا التقصير  الفظيع . لكن فجأة تحول (الحوار) إلى نقاش حاد واتهام يقابله اتهام لينتهي  بخصومة وعداوة، أتمنى ألا يطول...
وانتهى هذا الحوار بتهديد صريح من ذاكرتي بأنها ستدخل في إضراب مفتوح ومقاطعة تامة ومسح كل الذكريات الجميلة لتبقي على السيئة  ، إن لم أسحب اتهامي  لها بالعجز والخذلان وأنها هي السبب في وضعي في مواقف هكذا  حرجة في نسيان الأشياء و الأسماء...
ولقد شعرت بالرعب الحقيقي عندما هددتني ذاكرتي و هي تحاورني ،  بصريح العبارة أنها ستنسيني اسمي وعنوان منزلي لتبقيني تائها بلا هوية و لا عنوان...   رجوتها ألا تفعل ذلك وكل شيء قابل للحل بالنقاش و بالحوار وليس بالمقاطعة  . وفي كل مرة أذكرها أن تعطيني جواب رضا، حتى و لو كان عتاب عليها ألا تحرمني منه... 
السبب القوي و المباشر الذي استفز ذاكرتي وجعلها تتخذ هذا الموقف الصارم و الحازم وتهديدها بحرماني من خدماتها الفورية هو اتهامي لها بأنها ليس من المستعبد أن تنسيني يوما  حتى اسمي ولا أعرف كيف يكون حال  إنسان نسى من هو...
حجة ذاكرتي في نسيان التواريخ، أنها تخزن الأشياء بأحداثها و ليس بتواريخها. و إذا نسيت تاريخ ميلادي   فلا يمكن أن أنسى أنه حدث قبل النكبة الأولى وكنت حيا أرزق في النكبة الثانية و ليس مستبعدا أن أبقى حيا حتى النكبة الثالثة...
أما بخصوص تاريخ ومكان زواجي   ،من المستحيل النسيان أنه كان  يوم زلزال عنيف هز الكيان  مرفوقا  بفيضانات جارفة جرفت الآمال و الأحلام...
قائلة لي (الذاكرة)  ،  على تلك الموظفة أن تراجع مركز تنبؤات الزلزال و الفيضانات الكبرى  لتعرف اليوم والشهر و السنة والساعة وحجم الدمار وربما حتى سبب النسيان...            
 






 
  بلقسام حمدان العربي الإدريسي
29.11.2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق