في موضوع سابق ،
تم التطرق إلى مودة الجديدة المتجددة في استعمال أسماء مناداة ينادي بها الأشخاص
فيما بينهم من بينها مختصرات لأسماء غريبة ...
وقد يرى البعض أنه
شيء عادي لا يحتاج حتى التطرق إليه ، رغم أن ، على الأقل حسب تقديري، أرى في ذلك
اختلال في موازين اللياقة و الذوق و الاحترام بين الأفراد...
ومن هنا استحضر قصة واقعية حدوثها ليس بالزمن البعيد ، شخصا
أعرفه سمعته ينادي ابنه ذات السنوات أقل من عدد أصبع اليد الواحدة ، باسم يا
"كوكي"...
سألت ذلك الشخص ،
هل هذا هو اسمه ؟ أجابني ، كلا ، مضيفا أنه أسم دلال أطلقناه عليه أنا ووالدته.
سألته على اسم ابنه الحقيقي ، قال : "يوسف" . قلت له ،
نعم اسم على مسمى...
لكن ، مضيفا له ،
هل تعرف معنى اسم "كوكي" ، كنت
اعرف أنه لا يدرك المعنى وتفاديا لعدم إحراجه
تابعت الكلام بدون انتظار الإجابة ، قائلا له : "كوكي" هو اسم دلال
يطلقه الغربيون على كلابهم (أكرمكم الله)...
ثم تابعت كلامي
شارحا له أن ذلك يمكن أن تصبح عقدة نقص تلازم ابنك ، على الأقل حتى خروجه من سن
المراهقة. لأنه عندما يكبر ويدخل المدرسة و الثانوية و الجامعية ، بدون أدنى شك
سيعرف معنى ذلك الاسم و يصبح مسخرة بين رفاقه وهم ينادونه بسخرية يا "كوكي"
...
لقد استعملت كل
أسلوب البلاغة و الاقتناع لأوصل الفكرة لذلك الشخص وظننت أنني نجحت في ذلك بدليل
أن الشخص المشار إليه كان يستمع إلي بانتباه شديد...
لكن و للأسف شديد كان كل ذلك عبارة على مثل من كان يغني على
"الأطلال" أو من يحاول فتح أقفال
عقول آكلتها الصدأ. لان بعد ذلك سمعت ذلك الشخص ينادي
ابنه بنفس الاسم يا "كوكي"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
18.11.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق