قصة من الواقع (لا يهم المكان و الزمان) ، لامرأة تتزوج لتطلق في كل مرة حتى ضربت أرقام قياسية لم تسبقها في ذلك امرأة أخرى لا ماضيا ولا لاحقا . وأصبحت قصتها الحديث العام و الخاص في القرية وخارج القرية ...
وكان في تلك القرية أو المدينة رجلا معروفا عنه سلوكا
وطباعا غير طبيعية ، بمعنى العامي "خارج الطريق". أهل القرية تحدثوا معه
يوما عارضين عليه فكرة الزواج بتلك المرأة "المتعجرفة" التي سببت إزعاجا
لأهلها و أهل القرية...
وافق ذلك الرجل بشرط أن يتكفلوا هم بمصاريف الزفاف مقابل
تعهد من جانبه أن يكون هذا هو الزواج الأخير لتلك المرأة. و تمت الموافقة من
الطرفين بحضور أهل تلك المرأة...
يوم الخطوبة كررت تلك المرأة شروطها على مسامع الجميع من
أهم تلك الشروط أن تحضر و ترقص في كل عرس تسمع به في القرية أو في أي مكان
آخر...
وافق الزوج بدون أي تردد، لكنه قال أن له حالة نفسانية
غير اعتيادية تأتيه فجأة لكنها نادرة ، لذلك عليها تحمله أثناء تلك الحالة
المذكورة...
بدا على تلك المرأة التردد، لكن أهلها قالوا لها الرجل
وافق على جميع شروطك وأنت ترددي في قبول حالة تأتيه نادرا ولبعض الوقت. وافقت في
الأخير وتم الزفاف...
وما هي إلا أيام حتى أخبرته أن هناك عرسا في إحدى القرى
المجاورة وذكرته بشرطها الأساسي. أجابها الزوج ، طبعا أنا على وعدي و جهزي نفسك
الصباح الباكر لأوصلك لذلك العرس لكي لا يضيع عنك "رقصك"...
الصباح الباكر على صيحات الديوك الأولى كانت
تلك المرأة جاهزة بكل زينتها،ربما لم تنم تلك الليلة كلها ، وفي الطريق و في مكان
منعزل بددت على الرجل علامات غير طبيعية شددت انتباه تلك الزوجة، فسألته ما
الأمر يا رجل ، أجابها يبدو أن تلك الحالة التي ذكرتها لك أتتني الآن ...
أجابته بكل دهشة : لكنك ذكرت أنها نادرة الحدوث . أجابها
، طبعا قلت نادرة لكنها ممكن الحدوث في أي
وقت ويبدو أن هذا هو وقتها...
وربطها على جذع شجرة وأشبعها ضربا بعصي كانت بيديه
متجنبا الأماكن الحساسة لكي لا يسبب له "عاهات مستديمة " وبعد صراخ
وعويل لم يسمعه أحد لأنه ، كما تم ذكره آنفا، مكان منعزل ، صاحت فيه طالبة منه
التوقف لإعادة صيغة الشروط...
وبعد أن فك رباطها قالت له من الآن فصاعدا أنها متنازلة
عن كل شروطها بما فيها حضورها و الرقص في الأعراس، مقابل
التعهد من جانبه (الزوج) أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تأتيه فيه
"الحالة النفسية النادرة"...
وبالفعل ، عادا
إلى بيتهما ومنذ ذلك الحين لم يعد يسمع عنها أحد وتوفيت في بيتها الزوجية
وكان هذا آخر زوجا لها ...
المغزى من القصة ، أن في الحياة الدنيا كل واحد له شخص
ندا له ، بالعامية "كل واحد له صاحبه". حتى أن تسمع في بعض الأحيان من
يقول لشخص آخر " الله يجيب لك صاحبك"...
وهنا أتذكر مشهدا ليس ببعيد ، في إحدى الطرق و كان
ازدحام سيارات شديد واحد أصحاب السيارات شابا يبدو عليه "التفرعن
الزائف" ، وقف محرك سيارته في وسط الطريق وهو يتلفظ بعبارات نابية
متوعدا أنه سيترك سيارته في مكانها حتى ولو حضر " "...
وكانت من ورائه سيارة يقودها شابا نزل ذلك الشاب من
سيارته وتوجه إلى ذلك "المتفرعن" ماسكا إياه من أذنيه وقال له
بالحرف الواحد "لك ثانية واحدة إن لم تزيل سيارتك من الطريق
سأجعلك أضحوكة أمام الناس"...
وللعجب و الغرابة أن ذلك الشخص الذي كان قبل قليل
"متفرعنا" ركب سيارته وانطلق بدون أن ينطق ولو بحرف واحد...
وهنا تأكد لي أن مقولة "كل واحد له
صاحبه " صحيحة ، أكدتها لي قصة راقصة الأعراس "المتعجرفة"
و سائق السيارة "المتفرعن"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.10.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق