إمام و خطيب مسجد
، أديت فيه صلاة الجمعة، خصص خطبة الصلاة للرد على اتهام وجهته إحدى السيدات عضوة في إحدى
الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة ، أثناء كلمة لها في مؤتمر خصص لهذا الشأن...
حيث اتهمت تلك
السيدة ، حسب كلام الإمام ، بأن المسجد والإمام هما سبب الاضطهاد و العنف التي
تتعرض له المرأة ، بحيث يدعو الأئمة من خلال المساجد ( حسب قول المتدخلة) إلى نبذ
ظاهرة التبرج والتحرر من القيم الأخلاقية وبالتالي كبت حرية المرأة...
رد الإمام لم يكون
منفعلا رغم ما يحمله من نبرات حزن على هذا الاتهام الصريح ولم يتعرض لتلك السيدة بأي
كلام جارح أو تحريضي وهذه أول رسالة ، من
وجهة نظري، بأن دين الإسلامي دين سلام و نصيحة وليس دين شتم واتهام وتمنيت لو تلك
السيدة استمعت لرد الإمام ربما تغير اتهامها ...
الإمام ذكر تلك
السيدة و من يدور في فلك أفكارها بأن
المسجد ليس مؤسسة خاصة أو نادي كل شخص يفكر أو يقول حسب هواه أو ما يحلو له ، وإنما هي ( المساجد)
بيوت الله يشرف عليه أئمة للتذكير و الشرح و التبسيط للناس رسالة سماوية متكاملة الأركان هدى للعباد
يتبعها من أراد النجاة ويتجنبها من أراد الهلاك...
والعنف (دائما حسب
الإمام) مصدره ليس المساجد ، لأنها تدعو إلى السلام و التكاتف الإنساني و
الاجتماعي و عدم إيذاء الغير لفظا و فعلا والمحافظة على القيم الأخلاقية مصدر قوة الأمم
تزول بزوال أخلاقها...
المسجد هو مكان
تجمع بشري وحيد لا يحتاج إلى استنفار قوة الأمن و مكافحة الشغب ، عكس التجمعات
الأخرى كالملاعب أو غيرها، التي تستنفر قوات كبيرة بتجهيزات ضخمة تحسبا للعنف و إتلاف
الممتلكات العمومية و الخاصة و يصل في بعض الأحيان الأمر إلى إزهاق أرواح بشرية...
بدل المساجد التي
يقصدونها ، ذكرا و أنثى ، بلباس أبيض رمز السلام و المحبة وهم يسبحون ذهابا و إيابا
يلقون السلام يمينا و شمالا . ولم يسمع يوما أن مصلين بعد خروجهم من المساجد
اعتدوا أو اتلفوا ...
إن التبرج ظاهرة
سلبية تحتاج لمكافحتها ليس بالعنف و التحريض وإنما بالتوعية من كل مؤسسات الدينية و
التعليمية و الثقافية أولها البيت و الأسرة...
لأن التبرج مفتاح
لكل بلاء و المصائب التي تتعرض له الأنثى في حياتها ويمكن أن يقضي على مستقبلها
الاجتماعي ومن خلالها مستقبل أمة ، ولا داعي لشرح ذلك لأن كل يعلم ما ينتج عن
التبرج و الاختلاط السلبي و التحرر من القيم و الروابط الأخلاقية...
وهذا ليس رأي ديني
فقط ، حتى البلدان التي تحررت فيها المرأة من كل ما ذكر فهي تعاني من تابعياته والمرأة
المتبرجة أكثر عرضة للمضايقات والتحرش الجنسي ...
على سبيل مثال ،
تجربة تمت بواسطة فيديو في إحدى الشوارع
نيويورك ، التجربة دامت 10 ساعات للتتبع
المتبرجات والمرتديات الحجاب ، وقد تم تخصيص 5 ساعات لكل منهما...
النتيجة ، المعاكسات
اللفظية و التحرشات انهالت على الفتاة المتبرجة المرتدية اللباس المثير ، لكنها
عندما خلعت ذلك اللباس وارتدت الحجاب ، على سبيل التجربة ، لم تتعرض لأي نوع من
المضايقات أو التحرش...
وبالمختصر المفيد
، أن المسجد الذي يراه البعض مصدر و منبع للتحريض و العنف مهما كان نوعه ، فليتذكر
أن بفضل هذا المسجد و القائمين عليه تمكن الشعب الجزائري من الحفاظ على هويته
الدينية و الثقافية طيلة مدة وجود مستعمر هدفه الأساسي كان محو هذا الارتباط
المعنوي و العضوي بينه وبين أصالته...
فتعمد على نشر
بيوت "الدعارة" (أكرمكم الله) ،
في أوساط الأحياء السكنية تعمدا منه لنشر الرذيلة وجعلها شيء معتاد بين الناس وهم
يمرون عليها ذهابا و إيابا أو هي متلاصقة بسكناتهم يراها الكبير والصغير ذكرا
وأنثى وهم يدركون ما يجري في داخلها إثارة لغرائزهم ، ومن خلالها تنغرس في أعماقهم
بذور الانحلال الأخلاقي لا تزيلها وتمحو آثارها إلا المساجد ودور التربية...
إن شرف المسجد أنه
كان حاضن الثورة الجزائرية ومنه تخرج أبطال قادوا هذه الثورة باسم الله و الله
أكبر وحرروا الأرض و الإنسان من العبودية وليس من الأخلاق والقيم التي رسمها الله
لعباده و هو أدرى بهم ونقط ضعفهم...
ونقطة
ضعف المرأة جسدها وهو أسهل وأقصر طرق للشيطان و حلفائه من الإنس وما كان الشيطان
يوما يريد خيرا لبني ادم أو ينسى سبب طرده من رحمة الله...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
15.11.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق