"مجموعة أهم
الأحداث" : المؤيدون لترشيح المشير السيسي ليكون الرئيس
المقبل لجمهورية مصر العربية والذين يظهرون باستمرار على وسائل الإعلام، قدموا حجج عديدة تبرز مزايا هذا الترشح وينتقدون
بشدة المناوئين لهذا الترشيح ليكون عسكريا
قام بانقلاب و يتربع بعد ذلك على كرسي الرئاسة عن طريق انتخابات هي أقرب لتزكية منها إلى انتخابات بالمعنى المتداول
، كما يقولون هؤلاء المناوئون...
والمتتبع لوسائل الإعلام
المصرية أحادية الجانب و المشهورة جيدا في طريقة تقديم حقائق بنكهة قد تكون فريدة في عالم الإعلام
المعاصر ، حتى الدين المتهم دائما بأنها الوسيلة المفضلة التي يستعملها الجانب المناوئ للوصول و الحفاظ
على السلطة ، يعتمد عليه ( أي الدين) من طرف هذا الإعلام وتصبح طريقة مشروعة...
لترى أئمة يظهرون
على تلك الوسائل المرئية و الغير مرئية وهم يصدرون في فتأوي ورخص دينية لتأثير على
المواطن البسيط بأن ترشيح السيسي هو صك الخلاص لمشاكلهم وجسر نجاة للبلد نحو
الخروج من عنق الزجاجة المحشور فيها...
حتى أصبح يتخيل
للبعض أن سيناريو سبع سنين العجاف التي مرت بها مصر في عصر من العصور ونجت منها
بفضل حكمة سيدنا يوسف عليه السلام ، ستكرر مرة أخرى على يد المشير ...
حتى أن بعض هؤلاء
الأئمة "المتسيسون" (من السياسة) ، أصدروا فتأوي على الهواء المباشر ، هي مزاجية ابعد منها أن تكون دينية أو حتى سياسية ، أن
الرجل يجب عليه تطليق زوجته إذا كانت قناعتها أو رأيها السياسي غير متوافق مع الرأي السائد بعد
عملية الإطاحة بنظام محمد مرسي ، أو بالنظام الاخواني ، كما يحلو تسميته من
المناوئين له ...
والعكس صحيح ، على
المرأة أن تخلع زوجها باليمين "الرابعة عدوية" و البحث عن زوج يكون
مطيعا دينيا و سياسيا ينبذ ذلك الشعار "الرباعي الأصبع"...
وبذلك هؤلاء
الأئمة ، من حيث يدرون أو لا يدرون ، ينشرون في الفتن و عدم الاستقرار السياسي و الاجتماعي وخاصة بين
الطبقات التي تؤمن بكل ما يصدر عن مشايخ يتم استعمالهم كلما كانت الحاجة إليهم...
لكن الأهم من كل
ذلك ، مثقفون ظهروا على تلك الوسائل لتبرير و للإقناع أن وصول رجل عسكري للسلطة هي
مشروعة لا غبار عليها ، لأن (على حسب كلامهم) ، أعتق ديمقراطية في المنطقة و هي إسرائيل
، جل زعمائها و رؤسائها هم عسكريون...
رغم أنه تبرير
غريب ، لأن المواطن العربي تربى على قناعة منذ ولادته على أن إسرائيل هي عدواته
الرئيسية وهي مصدر كل مصائبه وبلائه الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية ، وهي بلد
المنشأ للعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان وهو كيان لا علاقة له بالديمقراطية ، أو
هكذا كان يقال له ...
ليجد ذلك المواطن
العربي عند مشيبه من يقول له أن لابد من أخذ العبرة من إسرائيل لبناء مستقبله . بمعنى ، أن المواطن العربي كل تلك العقود كان
"يضحك" (بضم الياء) عليه...
و هذا الكيان عدوا
وسيبقى كذلك في ذهن المواطن العربي والمغتصب للعرض والأرض و مقدساته. وأسس وجوده كان بالإرهاب والقتل وطرد الناس من
ديارهم وتشريدهم ثم ملاحقاتهم في الشتات لارتكاب ضدهم مجازر في صبرا و شاتيلا وغير
صبرا و شاتيلا...وإذا كانت هذه الديمقراطية التي يتحدث عنها هؤلاء
"المثقفون" ، ولتذهب وأصحابها إلى
الدرك الأسفل من السعير...
حمدان العربي الإدريسي
01.02.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق