والدي ، حفظه الله ، من القصص التي قصها علي قصة
عندما كان شابا أجيرا عند أحد كبار المعمرين إبان حقبة الاحتلال. ذلك المعمر أعطى لوالدي إرشادات
وتعليمات فيما يخص المقادير "العلف" ( الأكل) ، واجب تقديمها للحيوانات الموجودة عنده ، وعندما
وصل للحمير ( أكرمكم الله) ، ركز على
والدي الكمية الواجب إعطاء لهم...
فحدد الكمية للحمير التي تشتغل وكمية أخرى
للحمير التي لا تشتغل . لكن والدي ، كما أخبرني ، لم يلتزم بتلك تعليمات المعطاة
له من طرف ذلك المعمر وكان يعطي للجميع ، الحمير التي تشتغل و التي لا تشتغل نفس الكمية بل وبالزيادة أكثر بكثير من التعليمات
المعطاة إليه...
وفي إحدى المرات انطلقت تلك الحمير التي لا
تشتغل من الإسطبلات وهامت على وجوهها في البراري ولم يتم السيطرة عليها إلا بصعوبة
كبيرة . غضب ذلك المعمر وقال لوالدي يا فلان أنت لم تطبق تعليماتي فيما يخص
الكميات التي حددتها لك ...
نفى والدي أن يكون فعل ذلك ، لكن المعمر أصر بأن تلك الحمير كانت تأكل أكثر مما كانت تستحق . ثم شرح لوالدي قائلا ، إن الحيوانات كما عند البشر
هناك الحر الذي إذا شبع ازداد تواضعا
وتعقلا وهناك الغير حر إذا شبع تنكر لتلك النعمة التي وهبها له الله لتزيده (النعمة) هيجانا و نفورا ...فعلا ، وجدتها مقارنة صحيحة.
حمدان العربي الإدريسي
28.06.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق