"مجموعة أهم الأحداث": قلت في موضوع سابق، إلى وقت قريب كنت أجهل تماما الهوة الموجودة بين مسلمين الشيعة و إخوانهم أهل السنة، ظنا مني أنها اختلافات فرعية لا تمس الجوهر.
لأني ببساطة ليست لي روح طائفية وكنت امتنع حتى على مطالعة كل ما يمكن أن تمس هذه القاعدة التي أومن بها ألا وهي " المسلمين إخوة " و"نظريات المؤامرة" هي وراء كل تفرقة تحصل بين هؤلاء الإخوة ...
والأخ يمكن أن يتخاصم مع أخيه ولكن لا يمكن أبدا أن يؤذيه أو يطعن في عرضه أو أن يتحالف مع الأعداء من خارج الدين والملة لاستباحة دمه وعرضه تحت أي حجة كانت ، وهذا شيء واضح في تعاليم الإسلامي الحنيف ولا يمكن للإنسان يدعي انه مسلم بدون هذه القواعد الأساسية الثابتة.
لكن اكتشفت في نهاية الأمر إني كنت جاهل بحقيقة الأمور وان معلوماتي عن هذا الاختلاف معدومة إلى درجات مئوية ما تحت الصفر. واكتشفت إن هناك "إسلام سني" و "إسلام شيعي" مختلفين حتى في الجوهر ويمكن الاستخلاص أن يمكن في كثير من الحالات إيجاد نقط التقاء كثيرة مع ديانات أخرى أكثر من نقط التقاء بين الشيعة و السنة.
وبعد مراجعة معلوماتي و أصبحت أهتم أكثر بالموضوع واستمع إلى أئمة أهل الشيعة و أتابع كتاباتهم و أقاويلهم بالصوت و الصورة وأشاهد مناظرتهم مع علماء و أئمة أهل السنة و الجماعة أصابني الفزع و الذهول واقتنعت أن الأمر ليس بالهين .
معتقدات قد يجدها المسلم العادي متباينة تباين فضيع مع ابسط شروط و قواعد الدين الإسلامي التي يؤمن بها و تربى عليها ابتدءا من تلك القواعد التي تنظم المجتمع والأسرة والحفاظ ومحاربة الرذيلة وفاحشة الزنا خارج نطاق قوانين الزوجية محافظة على الأنساب وعدم اختلاطها .
وكما تم ذكره سابقا ، المتفحص لشروط بما يسمى "زواج المتعة" الذي يروج له في الوسط الشيعي ، على الأقل حسب ما سمعته وقرأته في كتاباتهم ، وانه جائز شرعا وان الذي منعه ليس الدين الإسلامي وإنما الخليفة عمر ابن الخطاب ، رضي الله عنه ، على حسب ما يقولون.
وربما هذا سبب من أسباب الحقد الأعمى من طرف هذه الطائفة على هذا الخليفة الراشد ، لمنعه هذا الزواج المتمعن فيه لا يجد أي فرق بينه وبين فاحشة الزنا ناسفة أسس المجتمعات أخلاقيا و صحيا وتبعيتها الاجتماعية ويمكن أن يتزوج ، بدون علم ، الأخ من أخته أو حتى الأب من ابنته...
وقد حكي احد الأشخاص انه قرأ في يوم من الأيام قصة وقعت لرجلا في الأربعينات من العمر في إحدى البلدان المنتشرة فيها هذه الظاهرة "زواج المتعة" ، عندما أراد الزواج من فتاة في العشرينات من العمر تفاجأ عندما رأى عقدا في رقبتها يعرفه جيدا سائلا إياها عن مصدره (العقد) ، أجابته انه هدية من أمها ليتبين له أن أم هذه الفتاة تزوجها في يوم من أيام "زواج متعي" ، بمعنى أن تلك الفتاة ابنته من هذا الزواج...
وإذا تفحصنا أكثر في هذه الموروثات نجد ذلك المعتقد الراسخ بظهور "المهدي المنتظر". لكن الغرابة لا تمكن في ظهوره من عدمه، الغريب ظهوره (حسب معتقدهم) لن يكون ضد الكفار وأولياءهم الذين ساعدوهم في استباحة ارض و عرض المسلمين في العراق وغير العراق.
أو ضد اليهود الذين يستبيحون ارض و مقدسات إسلامية أو ضد الذين حرفوا و يحرفون أوامر الله وينشرون الفاحشة ما ظهر منها و ما بطن ويطعنون في رموز إسلامية بفضلها سطعت شمس الإسلام في مشارق الأرض و مغاربها…
وإنما المهدي الذي ينتظرونه تكون مهمته إحياء الخلفاء و بالخصوص أبا بكر و عمر، رضي الله عنهما، ويصلبهما و يحرقهما.
و هذا المهدي المنتظر يحي أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، وإقامة عليها الحد... بمعنى إمامهم المنتظر شديدا على المسلمين رحيم على الكفار و المشركين وأوليائهم و عملائهم...
حمدان العربي الإدريسي
02.09.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق