كثير من الأولياء ، ذكر
و أنثى ، تنطبق عليهم بالتمام و الكمال قصة سنأتي عليها فيما بعد . هؤلاء الثيران
، عفوا "الأولياء" ، يبدو أن لهم اتفاق ملزم مع الشارع...
هم عليهم الإنجاب و الشارع عليه
الرعاية و التوجيه منذ سنة أولى مشي (بمعنى عندما يبدأ الطفل في المشي ) ، إلى سنة
أولى سجون أو بما يسمى في بعض الأحيان "إعادة تربية" يكون الشارع اخفق
فيها، ليتمم في تلك المؤسسات مشواره "التأهيلي "...
والدين ، وخاصة في مثل
هكذا أيام مباركة من شهر رمضان ، ومنذ الإفطار وحتى الفجر لا يتذكرون أن لهم
أبناء ، منهم من مازال في سنواته أولى مشي، إلا عندما تأتيهم تلك الأخبار
العاجلة المشؤومة ، بأن أبنائهم وقعوا في مصيبة أو وراء مصيبة...
بمعنى ، إما "راحوا
" في دهس المركبات أو وقعوا في حفر ، نسيت المصالح المعنية
تامين محيطها . أو وراء مصيبة بأن "فرقعوا " أعين بعضهم البعض
أثناء تبادل الرمي بالحجارة أو بالات حادة (منها حتى السيوف ) ...
أو تسببوا
في سقوط شيخا أو امرأة بالكرة أثناء توجههم للمساجد أو
لأماكن أخرى متسببين لهم كسور أو جروحا تلزمهم (خاصة كبار السن
منهم) عدم الحركة طول ما بقى لهم من أيام في الحياة ...
لتسمع من ذلك الأب ،
الذي كان سهرانا في المقاهي أو غير المقاهي في لعبة "الدومينو"
أو غيرا ، "فتاوى " أن ذلك من القضاء و القدر لا مفر منه...
أو الأم التي كانت
"سهرانة" هي الأخرى عند الجيران أو مع الفضائيات تسمع منها
"موشحات" و "مواويل" الحزن و الرثاء وان ذلك تكون
"عين سوء " أصابت ابنها....
لتصب جم غضبها فيما
بعد على مصالح الاستعجالات الاستشفائية أنها وراء ضياع ابنها أو التي سيعيش بآهات
مستديمة طول ما بقي حيا. رغم أن أمثالهما (الأب
و الأم) في بلدان أخرى مصيرهما المساءلة القانونية والعقوبة...
هؤلاء الثيران ، معذرة
أولياء ، كان الأجدر إيجاد لهم لقاح إجباري ، يمنعهم من الإنجاب ، بعد
إيجاد فتوى شرعية تحت "الضرورات تبيح المحرمات".
وهذا ليس صعبا في عصر
"مشايخ الفتاوي" . وإذا كان هناك من وجد شيخا يفتي له بان مشاهدة
"الأفلام الخليعة" ليس حراما فلما لا إيجاد شيخا يحمي المجتمع من كثرة
الثيران وتناسلها . مثل هؤلاء الوالدين ترك
لهم حرية الإنجاب خطرا على مستقبل الأمة وتماسكها الاجتماعي و الأخلاقي ...
أما القصة المشار
إليها سلفا فهي لأحد الأولياء ، من الصنف المذكور ، اشتكى
بابنه بعد أن أشبعه هذا الأخير ضربا مبرحا...
وفي جلسة المحاكمة
سأله القاضي المكلف بالقضية عن مستوى تعليم ابنه و عمله ، فأجابه ذلك الثور،
عفوا الأب :
ابني لم ادخله أبدا
مدرسة أو كتابا وبالتالي فهو أميا، ولم أمكنه أبدا من حضور جلسة مع الآخرين
أو سفر أو زيارة أسواق ، وبالتالي هو جاهلا، أما عن عمله ، فهو من الصغر
راعي ثيران. فأجابه القاضي ، "كان يحسبك ثورا تستحق التأديب"...
بلقسام حمدان العربي
الإدريسي
03.08.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق