كما تم
التطرق إليه في مواضيع سابقة عن الصيف وظاهرة الافتتاح في هذا الفصل موسم الأعراس
والأفراح على المباشر...
أين الحضور يكون فيه إجباري ، بمعنى إما الحضور
أو هو نفسه ، أي العرس، ينتقل إليك حيث أنت حتى ولو كنت على فراش
النوم بفضل تلك الأجهزة الضخمة الناقلة و المضخمة للصوت والتي تنقل للجميع بدون
استثناء ما يجري في تلك الأعراس من ضجيج وهرج ومرج و ألفاظ و أغاني أغلبها تحت خط
الحياء…
وتعطي فكرة عن مستوى الفكري و الأخلاقي لأصحاب
تلك الأعراس الذين تجدهم فيما بعد "أساتذة" في تقديم النصح
والإرشادات في القواعد الأخلاقية و في "الحرمات"…
حتى أنهم يشترطون على القائمين على المساجد
إقامة ممرات "آمنة" لزوجاتهم اللواتي يذهبن لتلك المساجد خصوصا في شهر
رمضان الكريم لأداء صلاة التراويح ،
لكي لا يمرن من نفس الرصيف الذي يمر عليه عامة الناس وهم في الغالب
مصلين يستعملون الرصيف العمومي للدخول المسجد من الباب المخصص للرجال ، المنفصل
كليا عن باب المخصص لهن ، لأداء الصلاة مثلهن ...
والويل من استعمل الرصيف سهوا ، يعامل كأنه ارتكب
جريمة تقع تحت طائلة القانون . رغم أن تلك النسوة ، صباحا مساءا ، في الأسواق أو
في النقل العمومي يتحكن مع الرجال...
وهو في العرف القانوني والإنساني تلك الأعراس
وضجيجها يعتبر تعديا على حقوق الفرد وينطبق عليه ما ينطبق على أي تعدي
آخر على حريات الفردية والجماعية لأي مجتمع ...
لكن للأسف ظاهرة أصبحت معممة و منتشرة وتمر مرور
الكرام بدون ردع أو حتى انتباه من السلطات الساهرة على امن وراحة الناس...
وكما تم ذكره سابقا ، من حق الفرد في المجتمع أن
يفرح و ليس هناك شيء أجمل من الفرح لكن ليس من حقه أن يكون فرحه كابوسا على
الآخرين وسببا من مسببات الإزعاج العام واخطر من ذلك مصيبة من المصائب...
كتحويل عادة الرقص بالأحصنة إلى
"الرقص" بالسيارات و المركبات في الطرقات ذهابا و إيابا وكم من مصيبة
حصلت من هذه العادة المعيبة و المشينة واستعمال المفرقعات ذات القوة
الانفجارية الضخمة و الكبيرة بدل البارود . حتى تحسبها قنابل لطائرات مقاتلة
في مهمات قتالية آو تدريبية أخطأت أهدافها ...
وفي كل مرة يتم تطوير هذه الأساليب العجيبة ، آخر
تطور حصل في هذا الاتجاه ، استعمال منبهات شبيهة لسيارات الإسعاف ومركبات الحماية
المدنية في مواكب الأعراس...
حتى في بداية استعمال هذه العادة الأكثر من غريبة
، ظننت أن هناك حرائق أو حادث مؤلم وقع وعندما تبنيت عرفت انه موكب
"عرائسي" .لا أفهم من يأتون هؤلاء بهذه العادات مزاجها
"زفت"...
لكن في المقابل ، لابد من الاعتراف أن الصيف
وأعراسه لهما فوائد اجتماعية ايجابية قد تدخل البهجة ويتجدد معها "العقد
الزواجي" ...
لأن هذه الأعراس أصبحت المناسبة الوحيدة التي يرى
فيها كثير من رجال وجوه حقيقية لزوجاتهم ، خاصة منهن الماكثات في البيت ، بعد
ثلاثة فصول من الإهمال وعدم المبالاة بالمظهر والحديث لا يدور إلا عن الأمراض
والأطباء...
حتى أحد الأشخاص ذكر ، ولا يعرف أن كان يمزح
أم جدياً في كلامه ، بان ذات يوم عاد إلى بيته
فرأى زوجته التي تركها ، قبل خروجه من
المنزل ، تعاني أوجاع المرض وعند عودته وجدها في كامل زينتها ورشاقتها وهي تستعد
للذهاب إلى عرس من الأعراس ...
حتى ظن في
البداية انه دخل سهوا بيت الجيران ولم يعرف انه فعلا في بيته وتلك زوجته إلا
من خلال صوتها...
لذلك لا يعرف أن كان على المرء
الكثرة من الدعاء لتمديد في عمر صيفنا وكثرة أعراسنا لإدخال
البهجة و السرور في نفوس نسائنا...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
15.08.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق