المكتوب ، أو بالمعنى أدق و أصح "القضاء والقدر"، عبارة بدرجة فتوى تجدها متداولة في المجتمعات
العربية- الإسلامية ، على الأقل في مدى علمي و منظوري...
إذا كنا كمسلمين نؤمن ب"المكتوب" أو "القضاء و القدر"
، وان الذي خلق الكون وما قبل و ما بعد وما فوق الكون وهو مدبر الأمور ولا تموت
"دودة" في قلب صخرة صماء في غياهب المحيطات إلا بأذنه و بعلمه .فما بالك
بالإنسان وما يصيبه من محاسن ومصائب ...
لكن ، في المقابل نؤمن أيضا أن الذي خلق الإنسان ووهبه عقلا و إدراكا وجعله
خليفة له في الأرض ليتدبر أمره وأمرها (الأرض) بحكمة و تبصر في حياته و سلوكياته
واجتناب مسببات التي تؤذيه وعدم مسح كل شيء في القضاء و القدر...
وإذا أخذنا أمثلة ، على سبيل الاستبيان و ليس الحصر، "جاهلا "
تملك مالا ليشتري سيارة (قلت على سبيل المثال)، آخر طراز وآخر سرعة ليريد اختصار
مسافة ساعة من الزمن إلى نصف ساعة ليختصر حياة الناس وإلحاق الأذى
المادي و المعنوي بأبرياء ...
لتجد ذلك السائق الذي غالبا ما ينجو (بحكمة من الله ليرى شر أعماله) من تلك
مجزرة هو مرتكبها "يفتي" يمينا و شمالا إن ما وقع "مكتوبا" ...
كيف يكون كذلك والسرعة
المحددة 80 كلم /سا ، وهو يسير بضعفها أي ب
160 كلم /سا ، تقابله إشارة تنبه انه في منعرج مغلق خطير ورؤية
فيه منعدمة تماما ، ورغم ذلك يتجاوز فيه (المنعرج) بتلك السرعة الجنونية ، وقس على
ذلك ...
سأقول لذلك "السائق
المفتي" أنك مجرم وقاتل مع سبق الإصرار و الترصد قد تنجو من جزأك المستحق في
الحياة الدنيا و قد تنقذك مؤسسات التامين وغير التامين ، لكن أرواح ضحايا جريمتك
ودموع والآلام أهالهم هي مسجلة في ملفك في يوم قد لا تكفي جميع حسناتك لسد
لو جزء بسيط منها...
وإذا تعمقنا قليلا في الأمثلة ، نجد "أشباه الوالدين"، من
ذكر وأنثى ، الذين لا يتذكرون أن لهم أولاد يحتاجون إلى عناية خاصة في
المنزل وخارج المنزل إلا عندما تقع الكارثة وتسجيلها فيما بعد في سجلات القضاء
وقدر...
تجد الأم (خاصة من صنف الجاهلات الأميات) في المنزل مهتمة بكل شيء
إلا أبنائها قد يكونون في سن الرضاعة أو ما فوق . اهتمامها يكون مع
الفضائيات وما تقدمه من أفلام و مسلسلات سنها لا يسمح لها أصلا بمشاهدتها...
أو هي في الشرفة تقص لجارتها "أدق خصوصيات" حياتها الزوجية "وما
تعانيه في هذا المجال" من كبت "..."، ولا تعلم أن احد أبنائها الذي
مازال "يحبو" أهو في المطبخ أو في الحمام ليسلخ الماء الساخن جلده عن
عظمه ، وقس أيضا على ذلك...
لتسمع صراخها و عويلها يعم المنطقة وفي قاعة الاستعجالات تخاصم و حتى تشتم
الأطباء و الممرضين لأنهم لم يهتموا سريعا بطفلها بسبب انشغالهم بحالات أكثر
خطورة من ورائها أيضا الإهمال وعدم المبالاة إلا عندما يقع "الفأس على
الرأس" ...
من رأي أن مثل هؤلاء "أشباه الوالدين" ، وهم في الحقيقة رؤوس
محنطة حتى درجة التعفن لم تجد سيوفا لقطعها . في الحقيقة كان لا بد أن تفتح
لهم محاضر ويعرضون على النيابة...
وإذا لزم الأمر قطع "أعضائهم
التناسلية" (أكرمكم الله) ، باستعمال قاعدة "الضرورة تبيح
المحرمات" وليتخلص "المكتوب" من الاتهامات الجائرة التي تلصق به
ظلما و بهتانا ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
27.07.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق