"مجموعة
أهم الأحداث" :
لا أخفي أني أعاني من كآبة حادة ومن حالة انعزالية قد تؤدي بي إلى انهيار عصبي ، أو هكذا قيل لي من المحيطين
بي . وضعية تزداد تعقيدا حتى أصبحت "لا أرى في الوجود شيئا يفرح
(بضم حرف الياء ) "...
قلت بيني وبين نفسي ربما يكون العيب في وليس في
الوجود لذالك أرادت معرفة و التحقق من ذالك ... وفي إحدى مناسبات زيارتي لطبيبة الأسنان وأثناء
الفحص سالت تلك الطبيبة " سيدتي ، الآلام ليس في أسناني بقدر ما هو في معنوياتي وفي أعصابي وخفت أن ازور طبيب
الأعصاب ، ولا اعرف إن كان الداء في أم في الواقع ...".
وإذ بتلك الطبيبة وقبل أن
اتمم ما أرادت قوله وضعت ما كان في يديها من أدوات الفحص وانفجرت كالبركان لتأكد
لي هي أيضا تعاني من تلك الكآبة قد تؤدي بها إلى انهيار عصبي ، رغم أنها اجتماعيا في أحسن
حال ، لا ترى هي أيضا في الوجود شيئا يفرح ...
اندهشت وأحسست بمعنوياتي
ترتفع قليلا ، لأني أدركت بأني لست الوحيد المصاب على قاعدة "إذا عمت
المصيبة خفت" ...
لكني استدركت قائلا ربما تلك
الطبيبة هي أيضا تعاني من عقد نفسية مثلي يحجبها ذالك من رؤية ما هو ايجابي لترى
فقط ما هو سلبي...
لذالك ، وإحدى زيارتي لطبيب
عام لفحص الروتيني للضغط الدم و"الكوليسترول" ...وما شابه ذالك. قلت لذالك
الطبيب "سيدي ، هل أنا مريض" ...
فرد علي مبتسما "من
قال لك انك مريض والتحاليل تشير انك في صحة جيدة". فصححت له قائلا "مرض
نفسانيا" ، وإذ بذالك الطبيب يضع السماعة على مكتبه منفجرا أكثر من تلك طبيبة
الأسنان ساردا ما يعانيه هو أيضا نفسانيا
"ولا يرى أيضا في الوجود شيئا يفرح ...".
تعجبت ، لكني أرادت التأكد
ربما حتى الطبيب نفسه يعاني من عقد نفسانية مثلي ، لذالك اغتنمت زيارتي لطبيبة
العيون لفحص نظارتي طارحا نفس السؤال ، قائلا بيني وبين نفسي لأنها طبيبة عيون نظرتها للواقع تكون أعمق وأدق...
وإذ بتلك الطبيبة ، رغم
الحشود المنتظرة في قاعة الانتظار ، قصت علي بالتفصيل ما تعانيه نفسانيا مرددة علي نفس العبارة
"العيب في الواقع وليس في النفوس"...مؤكدة لي لو كنت صحيح مريض لما شعرت
بذالك لأن الواقع نفسه مريض ...
حمدان
العربي الإدريسي
15.06.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق