Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

14 يونيو 2012

(قصص من الواقع)... "يا فلانة ...أنت طالق"

  الأنثى ومنذ وصولها سنا معينا يكون هدفها الأوحد الوحيد ، تقريبا ، العثور على فتى أحلامها . وكل وقت يمر يعتبر ضائعا بنسبة لها ويزداد تخوفها أن ذلك الفارس ربما لن يأتي أبدا  ليأخذها على صهوة حصانه الأبيض إلى مملكة أحلامها  الكائنة على أطراف جزر خيالها ...
وتظن كل دقة أو جرس الباب  هو ذلك الفارس لتكتشف في الأخير انه إما ساعي البريد أو مصالح الكهرباء حضرت لتأخذ أرقام العداد...
ولذلك وتخوفا من المجهول تقبل بأي وافد يطلب منها الزواج لكي لا يطلق عليها أنها "عنست" ، رغم ذلك ليس عيبا أو عارا . وإنما العيب هو الزواج الغير متكافئ ، بمعنى العامي "زواج الغفلة" أو زواج "البهدلة" ...
المهم ، بعد الزواج تبدأ تلك العروسة التي طال انتظارها في مقارنة أوصاف ذلك العريس مع دفتر شروطها المدون فيه أوصاف "فارس أحلامها" ...  من لون العيون إلى لون الشعر إلى لون البشرة إلى سعة جيبه إلى درجة خضوعه....الخ.
وبما إن تلك الشروط هي من نسيج الخيال لا يمكن أبدا أن تكون  متطابقة مع الواقع لتبدأ عملية الانتقام من ذلك العريس الذي حظه قاده إلى مكان الخطأ في الوقت  الخطأ...  
وتزداد تلك الزوجة  (غالبا ما تكون من فئة النسوة ) شراسة ، خاصة إذا أنجبت أطفالا ليكونوا أداة ضغط على ذلك الزوج التعيس...محولة حياته إلى جحيم ويصل الأمر إسماعه تلك الجملة  المشينة التي تمس مباشرة كرامته   ، ألا وهي "إذا كنت راجل طلقني"...
ومن قصص في هذا السياق ، إن امرأة من هذا الطراز حولت حياة زوجها الذي لم يكون أوصافه تطابق دفتر شروطها،  رغم انه كان من الطبقة المثقفة صاحب منصب رفيع وثروة وهي "جاهلة تحت مستوى الأمية"...
كانت تسمعه دائما تلك العبارة المذكورة سلفا  ، لكنه تماسك و أراد الانتقام منها بطريقته الخاصة وتركها حتى تقدمت في السن لكي لا تعثر حتى على من يأخذها إلى جزر "الكوابيس" ، و  ناداها يوما قائلا لها " يا فلانة...أنت طالق"...
فنظرت إلى السماء فوجدته عاليا لا يمكنها  الوصول إليه ونظرت للأرض فوجدت نفسها واقفة عليها بلا أي حيل. وعندما أدركت جدية ذلك الرجل في إنهاء العلاقة الزوجية معها  توسلت إليه طالبة منه إبقاءها في البيت ولو خادمة...
 رفض الرجل طلبها ، قائلا أنا احتاج إلى زوجة وليس لخادمة ، وأصبحت هائمة بين البيوت ثمنا لتعجرفها وعدم قراءة الواقع من خلال الواقع...  





بلقسام حمدان العربي الإدريسي

14.06.2012    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق