Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

1 يونيو 2012

" ليس لي أعداء يا مولاي...لأني قتلتهم جميعا"

أحد الأباطرة في إحدى الأزمنة جاءته سكرات الموت وطال احتضاره. أشار عليه القسيس المشرف على موته ،ربما تخفف عنه آلام تلك السكرات ، أن يطلب الصفح من أعدائه، فرد عليه الإمبراطور المحتضر: "ليس لي أعداء يا مولاي... لأني قتلتهم جميعا"...
ربما الأمر تكرر كثير من المرات مع أباطرة آخرين عبر التاريخ البشري منذ نشوء الحياة ويبقى يتكرر إلى يوم انطفائها لأباطرة لم ولن يجدوا عدوا على قيد الحياة لطلب الصفح منه ربما سيخفف عنهم شيئا من تلك السكرات ...
وبما أن كل الأنفس ذائقة الموت ولها نهاية كأفراد أو كأمم مثل ما حدث ، ليس ببعيد ، للإمبراطورية الكتلة الشرقية بقيادة بما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وجاءتها سكرات الموت وحيدة ولم يشرف على موتها أحد لأن ببساطة لم يكون عندها قساوسة...
قد يحدث نفس الشيء مع إمبراطورية الوحيدة المتبقية على قيد الحياة، أي الولايات المتحدة الأمريكية، التي هي من أشرفت على موت و تفتت الإمبراطورية الأولى وهي من أنابت عن القساوسة في الإشراف على تلك الموت...
وقد تكون الإمبراطورية الحالية التي لم تأتيها بعد سكرات الموت أكثر حظا من الأولى لأن لها الكثير من القساوسة بدون أدنى شك سيذكرونها لحظات تلك السكرات أن عليها طلب الصفح من أعدائها .وقد يكون جوابها نفس جواب ذلك الإمبراطور لحظة احتضاره...
بمعنى ليس لها أعداء مازالوا على قيد الحياة لطلب منهم الصفح ، لأن ببساطة إما هم عظام رميم تحت التراب أو ألتهمتهم اسماك القرش في أعماق البحار و المحيطات، كما هو الحال لزعيم خصمها ، أو هكذا تقول ، التي رمت جثته في مياه المحيطات لكي لا يبقى له قبرا يتذكره الأحياء...
والمحظوظون منهم هم في "رحلات استجمامية" في منتجعات منها المعلومة فوق الأرض و منها السرية تحتها( الأرض) وقسم من تلك المنتجعات موجودة حتى ما وراء وقلب الشمس ، والكثير منهم لا يملكون تذكرة العودة يتعذر استدعائهم لحظة اللزوم للطلب الصفح منهم ...
وقسم آخر من الأعداء سلموا أحياء لأعدائهم وخصومهم لكي يتم نحرهم بدل الأنعام في الأعياد وعرض جثثهم للملأ ليكونوا عبرة لمن يجرؤ ويتطاول على "الإمبراطور الغير محتضر" ، كما حصل لصدام حسين...
وقسم آخر من الأعداء الغير منضبطين مصيرهم أسوا تلاحقهم الموت وان اختلفت الأسباب نهايتهم واحدة..
حتى احد الزعماء المناوئين والذي يعالج من مرض السرطان لم يخفي تساؤله العلني إذا كانت هذه الأمراض السرطانية والغير سرطانية مبرمجة تصيب فقط "المغضوب عليهم" من الإمبراطورية التي لم تأتيها بعد سكرات الموت ...
إلا إذا كانت الأمراض السرطانية و"أنفلونزات" بمختلف أشكالها وأنواعها (من الخنازير إلا الطيور...) متحالفة مع "الإمبراطور الغير محتضر" و لا تصيب إلا أعدائه، و هكذا يقول لسان حال الكثير "علنا أو صمتا" ...
ربما ، لهذا السبب ولعدم وقوع في نفس إشكالية ذلك الإمبراطور المحتضر الذي لم يجد في لحظاته الأخيرة عدوا واحدا يطلب منه الصفح ربما تخفف عنه شدة الاحتضار ...
قد يفكرون الأباطرة الذين مازالوا على قيد الحياة ،الاحتفاظ بجزء من أعدائهم على قيد الحياة لتلك اللحظة ،أي لحظة "سكرة الموت وآهاتها " ...



بلقسام حمدان العربي الإدريسي
01.06.2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق