أتذكر جيدا وأنا صغيرا عندما كنت أدخل في نقاش لأمر ما مع أمي ، رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه مع عباده الصالحين ، وكانت عندما تحس بأني أحاول فرض رأي على حساب رأيها كانت تنهي تلك المناقشة لصالحها بمقولة "علمني وأنا سيدك"...
بمعنى تقول لي "كبرت يا بني وأصبح لك رأيا أعلى من رأي " . بمعنى أوضح كانت تذكرني بتلك المقولة بأن لولاها لما كان عندي رأيا أصلا...
ولسان حالها يذكرني بأنها هي التي أنجبتني وعلمتني أصول النطق و الإدراك و الفهم والمشي . وهي التي كانت تحملني على ظهرها للمدرسة صباحا مساءا وتنتظرني عند أبوابها تحت الأمطار أو الحرارة...
نعم ، صدقت الأم لو كان الزمان يعود إلى الوراء أو مازالت على قيد الحياة لقبلت يديها ورأسها وحتى رجليها وأقول لها أنت معلمتي وأنت سيدتي ، ولا تلميذ يعلو على أستاذه مهما وصل من العلم و المعرفة فيبقى الأستاذ هو الأصل والتلميذ هو الفرع...
وإذا أخذنا هذه المقولة "علمني وأنا سيدك" ، فهي قابلة للتمدد وصالحة قياسا لميادين أخرى خارج إطار المعرفة. على سبيل المثال ، ميادين المعاملة التجارية بجميع أصنافها وأنواعها فنجد التاجر لولا الزبون لبحث عن مهنة أخرى على أرصفة الموانئ لتفريغ وتحميل البواخر، إذ وجدها ...
ومع ذلك تجد أغلبيتهم (التجار) لا يقدرون أو لا يدركون ذلك و يعاملون الزبون بمقولة "وكلني وأنا سيدك" . الزبون عندهم كأنه عبدا طالبا صدقة في "يوم مسغبة" ...
وهذا يحصل بالطبع في البلدان التي مازال فيها الزبون لا يعرف حق قدره وأنه هو الأصل والتاجر هو الفرع وعلى الفرع أن ينحني للأصل كما تفعل أغصان الأشجار ، مهما أزداد علوها في السماء زاد انحنائها للأرض احتراما و تقديرا لجذعها وهو أصلها...
وإذا انتقلنا إلى المصالح "الخدماتية " التي تقبض و لا تدفع و الموظف فيها مصيره ومرتبه الشهري موجود في جيوب الزبائن واشتراكاتهم...
ومع ذلك تجد أغلبية هؤلاء الموظفين القابضين يعاملون هؤلاء الزبائن كأنهم جاءوا للحصول على "منحة البطالة"...
اهتمامهم بهواتفهم النقالة واتصالاتهم الشخصية أكثر بكثير باهتمامه بالزبائن الواقفين في الطابور الذين جاءوا ليدفعوا لكي يدفع (بضم الحرف الأول ) لهؤلاء الموظفين "أصحاب الهواتف النقالة"، في آخر الشهر . صحيح "علمني ووكلني وأنا سيدك"...
بمعنى تقول لي "كبرت يا بني وأصبح لك رأيا أعلى من رأي " . بمعنى أوضح كانت تذكرني بتلك المقولة بأن لولاها لما كان عندي رأيا أصلا...
ولسان حالها يذكرني بأنها هي التي أنجبتني وعلمتني أصول النطق و الإدراك و الفهم والمشي . وهي التي كانت تحملني على ظهرها للمدرسة صباحا مساءا وتنتظرني عند أبوابها تحت الأمطار أو الحرارة...
نعم ، صدقت الأم لو كان الزمان يعود إلى الوراء أو مازالت على قيد الحياة لقبلت يديها ورأسها وحتى رجليها وأقول لها أنت معلمتي وأنت سيدتي ، ولا تلميذ يعلو على أستاذه مهما وصل من العلم و المعرفة فيبقى الأستاذ هو الأصل والتلميذ هو الفرع...
وإذا أخذنا هذه المقولة "علمني وأنا سيدك" ، فهي قابلة للتمدد وصالحة قياسا لميادين أخرى خارج إطار المعرفة. على سبيل المثال ، ميادين المعاملة التجارية بجميع أصنافها وأنواعها فنجد التاجر لولا الزبون لبحث عن مهنة أخرى على أرصفة الموانئ لتفريغ وتحميل البواخر، إذ وجدها ...
ومع ذلك تجد أغلبيتهم (التجار) لا يقدرون أو لا يدركون ذلك و يعاملون الزبون بمقولة "وكلني وأنا سيدك" . الزبون عندهم كأنه عبدا طالبا صدقة في "يوم مسغبة" ...
وهذا يحصل بالطبع في البلدان التي مازال فيها الزبون لا يعرف حق قدره وأنه هو الأصل والتاجر هو الفرع وعلى الفرع أن ينحني للأصل كما تفعل أغصان الأشجار ، مهما أزداد علوها في السماء زاد انحنائها للأرض احتراما و تقديرا لجذعها وهو أصلها...
وإذا انتقلنا إلى المصالح "الخدماتية " التي تقبض و لا تدفع و الموظف فيها مصيره ومرتبه الشهري موجود في جيوب الزبائن واشتراكاتهم...
ومع ذلك تجد أغلبية هؤلاء الموظفين القابضين يعاملون هؤلاء الزبائن كأنهم جاءوا للحصول على "منحة البطالة"...
اهتمامهم بهواتفهم النقالة واتصالاتهم الشخصية أكثر بكثير باهتمامه بالزبائن الواقفين في الطابور الذين جاءوا ليدفعوا لكي يدفع (بضم الحرف الأول ) لهؤلاء الموظفين "أصحاب الهواتف النقالة"، في آخر الشهر . صحيح "علمني ووكلني وأنا سيدك"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
08.01.2012
08.01.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق