Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

5 يناير 2012

( قصص من الواقع) : "الحداثة العريانة"...



شيخ من البادية نزل للمدينة للقضاء حاجته أو لزيارة أقاربه ، وهو راكب إحدى وسائل النقل العمومي جلست بجانبه فتاة "مكسوة بالنظري" و "عريانة بالتطبيقي" .  بمعنى لو كانت عريانة كان أفضل واستر من اللباس الذي كان يبرز بقوة مفاتن جسمها ...
لأن الجسد العاري يفقد التأثير على الغرائز ، وتصبح تلك الغرائز تنظر إليه (أي للجسد) بشكل عادي. ولنا أمثلة على ذلك ، الأجساد النسوة على شواطئ البحار ، (99،99  بالمائة ) ، من أجسدهن على المباشر للهواء الطلق...
قلت ، الفرق بين 99،99 و 100 بالمائة ، هو فقط الجزء المغطي لتلك الأجساد ، ومع ذلك لا احد يعير لتلك  الأجساد ادني اهتمام  ،  لأن الغرائز تكون أصيبت  "بالتشبع النظري"...
 وكل شيء مكشوف يفقد تأثيره. مثلا صندوق مغلق، نفسية الشخص تلهف لمعرفة محتواه (الصندوق) ، لكن عندما  يتم الكشف ما في داخله يفقد بريقه...
ليس  هذا هو الموضوع ، لنعود لقصة الشيخ البدوي في الحافلة و جلوس بجانبه تلك الفتاة.   ثارت نخوة الشيخ البدوية وقال لتلك الفتاة أو امرأة "لماذا لا تستري نفسك"...
  هي لم ترد، ربما استكبارا  أو من "شدة التعفف" ، أو الاثنين معا ،  لكن الرد جاء من بعض الركاب أصحاب "ألسنة الزور" الذين تراهم دائما إلى جانب القوي"   ...
المهم ، بدأت التعليقات الساخرة تنهال على ذلك الشيخ من تلك "الألسنة السوداء"  : منهم من قال له "أرجع إلى باديتك و حريمك يا شيخ" ، راكب آخر قال  له "عصر الحريم انتهى"الخ...   لكن الذي استفزه بقوة  تعليق  أحدهم الذي قال له : "هذا زمن الحداثة يا بدوي"...
  وإذ بذلك الشيخ ينتفض وهو كله غضب،  صائحا : "أأنت قلت هذه هي الحداثة "،  رافعا  عباءته لأعلى وهو يصيح "إذن كلنا في الحداثة"...
انقلب الموقف إلى "هرج ومرج" وتعالت الأصوات مطالبة الشيخ ، الكاشف عن عورته ،   بستر نفسه. فرد عليهم "ألم تقولوا الحداثة في التعرية" ...
  لم يهدأ الموقف ، إلا بعد نزول الشيخ في أول محطة ، ربما لم تكون وجهته ، لكنه يكون فضل النزول و العودة  من حيث آتى ، و لسان حاله يقول " ربي استرني وعائلتي و جيراني و حارتي و بداوتي  من "الحداثة العريانة"... 






بلقسام حمدان العربي الإدريسي
05.01.2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق