Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

28 ديسمبر 2011

( قصص من الواقع) : "مبروك ، لقد رزقت ولدا ..."




الإنسان قد يجد نفسه في ورطة ،قل مصيبة ،لم يكون ينتظرها أو حتى يتصورها في مخيلته. لكن ،كما ذكر في موضوع سابق ربما تكون ،مصيبة بالإنابة ،أي "دفع الثمن بالإنابة"...
بمعنى ،قد يرتكب الإنسان : جريمة ، اغتصاب ، سرقة ، احتيال ...لكنه يفلت من العقاب لسبب ما : خطأ في إجراءات التحقيق ،عدم وجود شهود إثبات ، تواطؤ من جهة ما تميع التحقيق وينجو الجاني ...
وقد يدفع إنسان آخر ثمن تلك الجريمة لوجوده في مكان الخطأ في وقت خطأ ، وقد يكون هو أيضا ارتكب من قبل جريمة ونجا من عواقبها ،وهكذا...
القصة ( وقد تكون ليست الوحيدة ) أن شخصا صاحب سيارة أجرة وهو عائدا إلى بيته ليلا مارا بإحدى الشوارع وإذ به تصادفه على حافة الطريق امرأة وهي تتألم بآلام المخاض ، كانت على وشك الولادة...
 نقلها بسرعة إلى اقرب مستشفى وقام بنفسه بكل إجراءات القبول في المستشفى المذكور ،  وكان من الطبيعي تقديم هويته ، وهي إجراءات إدارية روتينية و  ضرورية من اجل إتمام تلك الإجراءات ... 
وهو على ذلك الحال وإذ بطبيب الذي اشرف على عملية الولادة يمر بقاعة الاستقبالات الموجود فيها الرجل (سائق التاكسي) ، قائلا له "مبروك ، لقد رزقت بولد"...
وإذ بالرجل ينتفض وهو يصيح "أنا مجرد فاعل خير... هذا ليس ولدي ...". وقبل أن يتمم كلماته نهره الطبيب ، قائلا له  ، "كيف تقول هذا الكلام يا رجل ... أليس عيبا عليك ، هل هناك من ينكر ذريته "، مضيفا (أي الطبيب) " هل أنت ليس والده ؟  المرأة تقول أنك أنت والده ومهنتك سائق تاكسي وهويتك موجودة لدى إدارة المستشفى وستأخذ ضدك إجراءات قانونية في حالة إصرارك على هذا القول المشين" ...
تعطلت عند الرجل لغة التفكير و لغة الكلام وعيون الحاضرين في تلك القاعة تحاصره من كل جانب وعلى حسب اعتقادهم "الرجل يحاول إنكار ولده"...
وهذه العيون الأولى أما العيون و "الألسنة" الأخرى تنتظره في البيت و في الحارة التي  يسكن فيها و الشارع الذي يمر منه ، كيف يمكن إقناع هؤلاء جميعا بأنه مجرد فاعل خير وإذ به يجد نفسه "مرزوقا  بولدا" ...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
28.12.2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق