في
كثير من الأحيان يتهم شخص بارتكاب جريمة ما ، في الحقيقة هو بريء منها ولسبب
أو لأخر : خطأ في التحقيق ، وجوده في الوقت غير مناسب في مكان
الجريمة ، وشاية كاذبة ، شهادة زور،الخ... ، ليجد ذلك شخص نفسه
يدفع ثمن لتلك الجريمة بدون أن يرتكبها...
لكن
في الحقيقة لو بحثت في أرشيف ماضي الشخص المتهم لوجده قد ارتكب فعلا
جريمة أو ذنبا في وقت ما لكنه تمكن من الإفلات منها ودفع شخص آخر ثمنها
بالإنابة عنه أو سجلت تلك الجريمة ضد مجهول ، وجاء دوره ليدفع الثمن إنابة
عن المجرم الحقيقي وهذا الأخير أيضا يأتي دوره في وقت لاحق، وهكذا والتراث مملوء
بالقصص من هذا النوع . رغم أنها تبقى قصص افتراضية شكلا إلا أنها حقيقة
مضمونا، تكون وقعت في وقت سابق أو ستقع في وقت لاحق بأشكال و صفات مختلفة...
من
هذه القصص، قصة الذئب ذلك المخلوق المفترس الماكر صاحب الأنياب الحادة والعيون الزائغة، استشار مرة "الثعلبة" أقل قوة لكنها الأكثر خبثا و مكرا، في
تداعيات ما يقوم به من افتراس وأكل ما ليس له به حق ،
فطمأنته تلك الثعلبة بأنها لا يترتب عن ذلك أي شيء على
الفاعل...
وأفهمته
بأن القاعدة تقول "من يفعلها الوالدين يدفع ثمنها الأبناء"، يعني
بالعامي "ليخدمها الوالدين تخرج في الذرية"...
فرح
الذئب لذلك كثيرا ، قائلا "و أنا مالي ومال الأبناء "، على قاعدة
"من بعدي الطوفان "، أو على مثل فرنسي " من بعدي نهاية
العالم"...
لكن
في اليوم التالي وفي أول "خرجة" له وقع في المصيدة ومرت عليه في تلك
الحالة الثعلبة صاحبة تلك الاستشارة ، فصاح في وجهها
غاضبا متألما محمل إياها مسؤولية ما هو فيه ...
ردت
عليه "الثعلبة" بكل ثقة نفس أن تلك الاستشارة صحيحة مائة في مائة، قائلة
له : "وأنت الآن تدفع ثمن ما ارتكبه والديك"... (اكرر أنها قصة من التراث).
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
28.09.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق