Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

30 ديسمبر 2011

رحيل عام الرحيل...

"مجموعة أهم الأحداث" : عام 2011 وهو على فراش لفظ آخر أنفاسه ليرحل ويترك مكانه لعام جديد و برقم جديد. هذا العام حتى هو سيرحل والبقاء لله...
لكن قبل رحيله رحل (بتسكين الحرف الثاني) معه عروشا تركها سلفه العام الذي سبقه وهي في ريعان ربيع سلطتها و سطوتها قبل أن يبعثرها هذا العام المحتضر ذات اليمين و ذات الشمال . أما أصحاب اليمين فتمكنوا من الهرب ليلا والأنوار مطفأة ، أما أهل الشمال منهم من تحول كرسي عرشه إلى نقالة طبية يحاكم عليها في يوم بهدلة أما نصف الآخر من أهل الشمال قبورهم مجهولة وغير معروفة حتى للطيور ... لكن لا يعرف إلى حد الآن إن كان هذا العام قاعدة أم استثناء. بمعنى هل الأعوام القادمة ستتمم ما بدأه هذا العام أم سيعود الحال إلى عادته الأولى .
لهذا الشعوب لسان حالها أن يبقى هذا العام وأن يمدد لحاله حتى يتمم مهمته وليس لدى هذه الشعوب أي مانع إذا أراد التوريث أيضا إذا كان له ورثة بنفس مقياسه وحزمه ، المهم ألا يرحل قبل الرحيل...
و إذا كانت الشعوب العربية-الإسلامية، من مشارق الأرض إلى مغاربها ، تكره و تنبذ ألفاظ مثل "التمديد" و "التوريث" و ترى فيهما كل مصائبها السابقة واللاحقة وتتمنى من أعماق وجدانها حذفهما من قاموس التداول...
فبالعكس ، ترى تلك الشعوب في 2011،عام جاء خصيصا لنصرتها ورفع الغبن عنها من ظلم سنين كانت دائما منحازة للحكام وتطلعاتهم في التمديد و التوريث والتفرد في اتخاذ قرارات مصيرية تخص مستقبلها و مستقبل أجيالها ...شعوب لا تريد إلا مستقبلا مختلفا تماما عن ماضيه وان هي التي عليها الاختيار من يتولى شؤون أمرها على قاعدة التداول السلمي . و أن السلطة ليست مغنما وإنما مسؤولية تليها محاسبة... وهذابالضبط ما تريده الشعوب أن تنجزه الأعوام اللاحقة وتمم ما تركه الراحل... لكن بدون عنف أو انتقام كما حصل في بعض البلدان وأن يكون ذالك في إطار سلمي حضاري . لأن العنف لا يولد إلا الانتقام و الانتقام لا يبني مستقبل الأمم...
ولنا في الأمثلة ما يكفي لذالك ابتداء من رسولنا الكريم محمد ،صلى الله عليه و سلم ، وهو في أوج قوته عفا عن خصومه وبذالك أشرقت شمس الدولة الإسلامية من مشارق الأرض و مغاربها .
قبل أن تطفئها و تفككها غريزة حب و التفرد بالسلطة ليليها عنفا و انتقاما و تفكك أواصل و الروابط اجتماعيا ، سياسيا وحتى دينيا لتفكك بعدها تلك الدولة وتتحول إلى دويلات قبل الزوال نهائيا ، ولنا في ذالك أمثلة حية ابتداء من الأندلس وآخرها (وبالتأكيد لن تكون الأخيرة) الصومال ولا ننسى ما حصل و يحصل في العراق ...
ولنا أيضا أمثلة حية أخرى عن فوائد السلم و التسامح والتداول على السلطة بالشكل السلمي ، كمثال جنوب إفريقيا . رغم ما عانه هذا الشعب من ظلم وتمييز و"محقرة" في أوج "ساديتها" ... رغم ذالك فزعيمها "نيلسون مانديلا"، الذي قضى أكبر قسط من حياته وشبابه وراء القضبان وغياهب السجون ، رضي أن يكون سجناه بالأمس نائبا له في الحكم . وهذه أسمى المعاني التي يجب أن يبنى عليها مستقبل الأمم...




حمدان العربي الإدريسي
30.12.2011  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق