"مجموعة أهم الأحداث" : المتمعن في الأمثلة الشعبية العامية ورغم بساطتها في التركيب والشكل إلا أنها عميقة المعنى عمق قاع البحار و المحيطات وهي صالحة في كل زمان و مكان وعلى الكل ، أفرادا ، جماعات أو أمم...
من بين هذه الأمثلة الشعبية ، مقولة "المكسي (من الكساء) بلباس الناس عريان" ، بمعنى المرتدي ثياب غير ثيابه فهو يعتبر عريان . لأن صاحب ذالك الثياب يمكن أن يطالب بثيابه في أي وقت وأيضا يمكن له أن يفعل ذالك ، أي استرداد ثيابه ، في أي مكان.
بمعنى أوضح ، يمكن أن ينزع منه ذالك الثياب حتى لو كان مكان عام ، الشارع النقل العمومي ... و المصيبة إذا فعلها في الأسواق ويتركه عاريا مفرجة للناس والمتسوقين وتكون مادة دسمة "للمداحين الأسواق" لنشرها بأسلوبهم المشوق و الخاص...
وإذا أخذنا هذا المثل الشعبي العامي "المكسي بلباس الناس عريان" ينطبق على الأمة ودائما يعني بالأمة العربية الإسلامية ، أو بالمختصر المفيد العالم الثالث والأمة هي جزء الأهم من هذا العالم (أي العالم الثالث) . .
أفراد هذه الأمة (على الأقل على مدى علمي و محيطي) وهم يتفاخرون بكل ما هو مستورد من لباسهم وتجهيزات وأثاث منازلهم إلى سيارتهم الفاخرة ولواحقها وآخر مبتكرات التكنولوجيا...
وصولا ما يأكلون، وهي المصيبة أعظم وهم في راحة نفسية لا تضاهيها راحة ، لا يحسون أو لا يدركون خطورة عواقب ذالك. تراهم في انبساط تام وأيامهم كلها أعراس .... في الماضي كانت الأعراس تقام أغلبها في فصل الصيف ونهاية الأسبوع ، يوم راحة الناس من أشغالهم أو مزارعهم أو دراستهم أو....
أما الآن فكل فصول السنة وأيام الأسبوع هي للأعراس و الأفراح وكل قاعات الاحتفالات محجوزة على مدار السنة ، بمعنى ليس هناك عمل يشغل الناس "المعرسين" ( أصحاب الأعراس) و المدعوين. ولما العمل مادام كل شيء جاهز و مستورد .
حتى الإنسان أصبح يصيبه الرعب إذا سمع أخبار النيران و الحرائق أو الفيضانات و يحمد الله في الأخير إذا كانت تلك الفيضانات أو الحرائق ليست في محاصيل الزراعية الروسية أو في سهول كندا وما جاورها ...
أو تلك البواخر الغارقة في أعالي البحار لم تكون حاملة للقمح و لواحقه . ويتساءل الإنسان عن مستقبل أمة تأكل تلبس و تستهلك مما لا تنتج أو تصنع . كقصة أهالي طلبوا من إمام قريتهم أداء بهم صلاة الاستسقاء ...
بالمختصر المفيد ، الخوف كل الخوف أن يحصل لهذه الأمة تماما مثل ما سيحصل "للمكسي" بلباس الآخرين ، يوم ينزع منه صاحب اللباس ويتركه مكشوف "العورة" أمام الملأ والخوف أكثر إذا حصل ذالك في "الأسواق"، على مسمع و مرأى من "المداحين" و "ألسنتهم" ...
حمدان العربي الإدريسي
16.12.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق