وزير أسبق
جرت محاكمته في إحدى
البلدان العربية التي مر "الربيع" قبل لأن يتحول إلى "خريف قاتم"
. التهم الموجهة للوزير ، الفساد و إهدار المال العام و التربح من وظيفته بدون وجه
حق ...
العجيب ، المتهم قال للقاضي أثناء
جلسة محاكمته ، كما نقلت ذلك وسائل إعلام محلية كانت تتابع في الموضوع :
" أنا ، كنت وزير حمار"...
لا يعرف بالضبط
ماذا أراد إيصاله المتهم للقاضي بهذا الوصف العجيب . والحمد الله أنه جاء
(أي ذلك الوصف) من الوزير نفسه ...
بمعنى "شهد شاهد من نفسه" ،
لو حصل العكس لحصلت مصيبة على من تجرأ ووصف معالي الوزير بذلك
"الوصف القبيح" ، وبدون أدنى شك لكان مصير القائل تذاكر سياحية في
فنادق ما وراء الشمس وفي أحسن الأحوال ، وراء النجوم...
قول الوزير يمكن أن يؤوله كل شخص على حسب مزاجه. إما أراد القول بأنه
كان "حمارا" لأنه قبل هذه الوظيفة وأصبح
يسير (بضم الياء) في أملاك خاصة لرموز النظام ، يعني مجرد خادم لهم...
وإما أراد القول بأنه ليس مؤهل للمنصب وظلم نفسه بقبول هذه الوظيفة ،
ربما لهذا السبب بالضبط تم اختياره ليكون
مجرد "حمار" تحمل عليه أعباء فساد المفسدين ، بمعنى العامي
"يمسح (بضم الياء) فيه الموس ،أي السكين"...
وإما تأويل آخر ، يستشفى من قوله " في عهده تضاعفت
أرباح الشركات الواقعة تحت سلطته بعدة مليارات ...
بمعنى كان "حمار" أنه حقق كل تلك الأرباح ، ليجزى في الأخير بهذه المحاكمة. كأنه فعل ذالك
إحسانا وبالمجان ولوجه الله...
وانه لا يكلف الخزينة العامة كل تلك المبالغ المالية الضخمة من مرتب شهري إلى
كل شيء بالمجان اضرب كل ذلك في نفسه فوق
الطاولة و تحت الطاولة ...
رغم أن الحمير خلقت للركوب عليها ولحمل الأثقال . وكان هذا أول
"مطب" نحوي وقعت فيه في أول مشواري الدراسي ...
عندما كنت لا أفرق هل الحمير يتم الركوب فيها أو عليها و صحح
لي المعلم ذلك بأن الحمير خلقت للركوب عليها و حمل الأثقال عليها و لا لشيء آخر
إلا "عليها". بمعنى الحمير لا تصلح بأن تحكم العباد و البلاد ...
بلقسام حمدان
العربي الإدريسي
21.10.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق